إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الشُّكر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشُّكر

    الشُّكر
    وهو عرفان النعمة من المنعم ، وحمده عليها ، واستعمالها في مرضاته . وهو من خلال الكمال ، وسِمات الطِّيبَة والنُبل ، وموجبات ازدياد النِّعَم واستدامتها .
    والشكرُ واجبٌ مقدّسٌ للمنعم المخلوق ، فكيف بالمنعم الخالق ، الذي لا تُحصى نَعماؤه ولا تُعدّ آلاؤه .
    والشكر لا يجدي المولى عزّ وجل ، لاستغنائه المطلق عن الخلق ، وإنّما يعود عليهم بالنفع ، لإعرابه عن تقديرهم للنِّعَم الإلهيّة ، واستعمالها في طاعته ورضاه ، وفي ذلك سعادتهم وازدهار حياتهم .
    لذلك دعَت الشريعة إلى التخلّق بالشكر والتحلّي به كتاباً وسنّة :
    قال تعالى : ( وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ ) (البقرة : 152) .
    وقال عزّ وجل : ( كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ )(سبأ : 15) .
    وقال تعالى : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )( إبراهيم : 7 ) .
    وقال تعالى : ( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ )( سبأ : 13) .
    وعن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) :
    الصفحة 162
    ( الطاعم الشاكر له مِن الأجر ، كأجر الصائم المُحتَسِب ، والمُعافى الشاكر له مِن الأجر كأجر المبتلى الصابر ، والمُعطى الشاكر له مِن الأجر كأجر المحروم القانع ) (1) .
    وقال الصادق ( عليه السلام ) : ( مَن أعطى الشكر أُعطِيَ الزيادة ، يقول اللّه عزّ وجل : ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ )) ( إبراهيم : 7 ) (2) .
    وقال ( عليه السلام ) : ( شكرُ كلّ نِعمة ، وإنْ عظُمَت ، أنْ تحمِد اللّه عزَّ وجلّ عليها )(3) .
    وقال ( عليه السلام ) : ( ما أنعَم اللّه على عبدٍ بنعمةٍ بالغةً ما بلَغت فحَمدُ اللّه عليها ، إلاّ كان حمَدُ اللّه أفضل مِن تِلك النعمة وأوزَن ) (4) .
    وقال الباقر ( عليه السلام ) : ( تقول ثلاث مرّات : إذا نظرت إلى المُبتَلَى مِِن غير أنْ تُسمِعه : الحمدُ للّه الذي عافاني ممّا ابتلاك به ، ولو شاء فعل . قال : مَن قال ذلك لم يصبه ذلك البلاء أبداً )(5) .
    وقال الصادق ( عليه السلام ): ( إنّ الرجل منكم ليشرب الشربة مِن الماء ، فيوجب اللّه له بها الجنّة ، ثمّ قال : إنّه ليأخذ الإناء ، فيضعه على فيه ، فيسمّي ثُمّ يشرب ، فينحّيه وهو يشتهيه ، فيحمد اللّه ، ثُمّ يعود ، ثُمّ ينحّيه فيحمد اللّه ، ثُمّ يعود فيشرب ، ثُمّ يُنحّيه فيحمد اللّه
    _____________________
    (1) ، (2) ، (3) الوافي ج 3 ص 67 عن الكافي .
    (4) الوافي ج 3 ص 69 عن الكافي .
    (5) البحار م 15 ج 2 ص 135 عن ثواب الإعمال للصدوق .
    الصفحة 163
    فيُوجب اللّه عزّ وجل له بها الجنّة )(1) .
    أقسام الشكر:
    ينقسم الشكر إلى ثلاثة أقسام : شكر القلب . وشكر اللسان . وشكر الجوارح . ذلك أنّه متى امتلأت نفس الإنسان وعياً وإدراكاً بعِظَمِ نِعم اللّه تعالى ، وجزيل آلائه عليه ، فاضت على اللسان بالحمدِ والشكر للمنعم الوهّاب .
    ومتى تجاوبت النفس واللسان في مشاعر الغبطة والشكر ، سرى إيحاؤها إلى الجوارح ، فغدت تُعرب عن شكرها للمولى عزّ وجل بانقيادها واستجابتها لطاعته .
    من أجل ذلك اختلفت صوَر الشكر ، وتنوّعت أساليبه :
    أ - فشُكر القلب : هو تصوّر النعمة ، وأنّها مِن اللّه تعالى .
    ب - وشُكر اللسان : حمد المنعم والثناء عليه .
    ج - وشُكر الجوارح : إعمالها في طاعة اللّه ، والتحرّج بها عن معاصيه : كاستعمال العين في مجالات التبصّر والاعتبار ، وغضّها عن المحارم ، واستعمال اللسان في حسن المقال ، وتعفّفه عن الفحش ، والبذاء ، واستعمال اليد في المآرب المباحة ، وكفّها عن الأذى والشرور .
    وهكذا يجدر الشكر على كلّ نعمة مِن نِعَم اللّه تعالى ، بما يلائمها
    _____________________
    (1) البحار م 15 ج 2 ص 131 عن الكافي .
    الصفحة 164
    من صور الشكر ومظاهره :
    فشُكر المال : إنفاقه في سُبُل طاعة اللّه ومرضاته .
    وشُكر العِلم : نشره وإذاعة مفاهيمه النافعة .
    وشُكر الجاه : مناصرة الضُّعَفاء والمضطهدين ، وإنقاذهم من ظلاماتهم . ومهما بالغ المرء في الشكر ، فإنّه لن يستطيع أنْ يوفّي النعم شُكرها الحق ، إذ الشكر نفسه مِن مظاهر نعم اللّه وتوفيقه ، لذلك يعجز الإنسان عن أداء واقع شكرها : كما قال الصادق ( عليه السلام ) : ( أوحى اللّه عزّ وجل إلى موسى ( عليه السلام ) : يا موسى ، اشكرني حقَّ شُكري . فقال : يا رب ، وكيف أشكرك حقّ شكرك ، وليس مِن شكرٍ أشكرك به ، إلاّ وأنتَ أنعمت به عليّ . قال : يا موسى ، الآن شكَرتَني حين علِمت أنّ ذلك منّي )(1) .
    فضيلة الشكر :
    من خصائص النفوس الكريمة تقدير النعَم والألطاف ، وشكر مسديها ، وكلّما تعاظمت النِعم ، كانت أحقّ بالتقدير ، وأجدَر بالشكر الجزيل ، حتّى تَتَسامى إلى النعم الإلهيّة ، التي يقصُر الإنسان عن تقييمها وشكرها .
    فكلّ نظرةٍ يسرحها الطرف ، أو كلمةٍ ينطق بها الفم ، أو عضوٍ تحرّكه الإرادة ، أو نَفَسٍ يردّده المرء ، كلّها مِنَحٌ ربّانيّة عظيمة ،
    _____________________
    (1) الوافي ج 3 ص 68 عن الكافي .
    الصفحة 165
    لا يثمنّها إلاّ العاطلون منها .
    ولئن وجَب الشكر للمخلوق فكيف بالمُنعِم الخالق ، الذي لا تُحصى نعماؤه ولا تقدّر آلاؤه .
    والشكر بعد هذا مِن موجبات الزلفى والرضا من المولى عزّ وجل ، ومضاعفة نِعَمه وآلائه على الشكور .
    أمّا كفران النعم ، فإنّه مِن سِمات النفوس اللئيمة الوضيعة ، ودلائل الجهل بقيم النعم وأقدارها ، وضرورة شكرها .
    أنظر كيف يخبر القران الكريم : أنّ كُفران النعَم هو سبب دمار الأُمم ومحق خيراتها : ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ )( النحل : 112 ) .
    وسئل الصادق ( عليه السلام ) : عن قول اللّه عزّ وجل : ( فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ )( سبأ : 19 ) .
    فقال : ( هؤلاء قومٌ كانت لهم قُرى متّصلة ، ينظر بعضهم إلى بعض ، وأنهارٌ جارية ، وأموالٌ ظاهرة ، فكفروا نِعَم اللّه عزّ وجل ، وغيّروا ما بأُنفسهم مِن عافيةِ اللّه ، فغيّر اللّه ما بِهم مِن نعمةٍ ، وإنّ اللّه لا يُغيّر ما بقومٍ ، حتّى يُغيّروا ما بأنفسهم ، فأرسل اللّه عليهم سيل العَرمِ ففرّق قُراهم ، وخرّب ديارهم ، وذهَب بأموالهم ، وأبدَلهم مكان جنّاتهم جنّتين ذواتَي أُكل خمط وأثل وشيءٍ من سِدرٍ قليل ، ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلاّ الكفور )(1) .
    _____________________
    (1) الوافي ج 3 ص 167 عن الكافي .
    الصفحة 166
    وقال الصادق ( عليه السلام ) في حديث له :
    ( إن قوماً أفرغت عليهم النعمة ، وهُم ( أهل الثرثار ) ، فعمدوا إلى مُخ الحنطة فجعلوه خُبز هجاء فجعلوا ينجون به صبيانهم ، حتّى اجتمع مِن ذلك جبَل ، فمرّ رجلٌ على امرأة وهي تفعل ذلك بصبيٍّ لها ، فقال : ويحكم ، اتّقوا اللّه لا تُغيّروا ما بكم مِن نعمة ، فقالت : كأنّك تخوّفنا بالجوع، أما مادام ثرثارنا يجري فإنّا لا نخاف الجوع .
    قال : فأسف اللّه عزّ وجل ، وضعف لهم الثرثار، وحبس عنهم قطر السماء ونبت الأرض، قال فاحتاجوا إلى ما في أيديهم فأكلوه، ثُمّ احتاجوا إلى ذلك الجبَل فإنّه كان ليقسم بينهم بالميزان )(1) .
    وعن الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) : ( أسرَعُ الذنوب عقوبة كُفران النِّعَم )(2) .
    كيف نتحلّى بالشكر :
    إليك بعض النصائح لاكتساب فضيلة الشكر والتحلّي به :
    1 - التفكّر فيما أغدقه اللّه على عباده من صنوف النِّعَم ، وألوان الرعاية واللطف .
    2 - ترك التطلّع إلى المُترفين والمُنعّمين في وسائل العيش ، وزخارف
    _____________________
    (1) البحار عن محاسن البرقي .
    (2) البحار عن أمالي ابن الشيخ الطوسي .
    الصفحة 167
    الحياة ، والنظَر إلى البؤساء والمعوزين ، ومَن هو دون الناظر في مستوى الحياة والمعاش ، كما قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ): ( وأكثر أنْ تنظر إلى مَن فُضِّلْتَ عليه في الرِّزق ، فإنّ ذلك مِن أبواب الشُكر )(1) .
    3 - تذكّر الإنسان الأمراض ، والشدائد التي أنجاه اللّه منها بلُطفه ، فأبدله بالسقم صحّة ، وبالشدّة رخاءً وأمناً .
    4 - التأمّل في محاسن الشُكر ، وجميل آثاره في استجلاب ودّ المنعِم ، وازدياد نِعَمه ، وآلائه ، وفي مساوئ كُفران النِّعم واقتضائه مقت المُنعِم وزوال نِعَمه .
    _____________________
    (1) نهج البلاغة .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة مروان1400, 14-04-2024, 05:29 AM
ردود 0
16 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة مروان1400
بواسطة مروان1400
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 13-04-2024, 07:22 AM
ردود 0
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
يعمل...
X