إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مكاشفات العرفاء وحيٌ إلهي أم وسوسة شيطانية؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مكاشفات العرفاء وحيٌ إلهي أم وسوسة شيطانية؟


    مكاشفات العرفاء


    وحيٌ إلهي أم وسوسة شيطانية؟؟





    المقدمة




    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم المستديم على أعدائهم و مخالفيهم و منكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين.


    لقد حذّر الأئمة عليهم السلام من الفرقة الصوفية بعبارات شديدة اللهجة ونالوا منهم بأقسى درجات النيل لبيان إنحرافهم وشدة خطرهم فقد قال عنهم الإمام الصادق عليه السلام : إنهم (الصوفية) أعداؤنا، فمن مال إليهم فهو منهم ويحشر معهم ...)
    المصدر : مستدرك الوسائل, النوري, ج12 ص323 ح15, إكليل المنهج, الكرباسي, الإثنا عشرية, الحر العاملي, ص32 , حديقة الشيعة, المقدس الأردبيلي, ص563.

    وقد وصف الإمام الرضا عليه السلام المعتقد بدينهم بالمخادع والضال والأحمق فقال عليه السلام : لا يقول بالتصوّف أحدٌ إلا لخدعة أو ضلالة أو حماقة.
    المصدر : الأثنا عشرية , الحر العاملي, ص18.

    وللتحذير من خداعهم ودجلهم وكذبهم فقد بيّن الأمام الهادي عليه السلام حقيقتهم لأصحابه فقال: لا تلتفوا إلى هؤلاء الخداعين, فإنهم حلفاء الشياطين ومخربو قواعد الدين ...)
    المصدر : سفينة البحار , الشيخ القمي, ج2 ص58, حديقة الشيعة, الأردبيلي, ص603.


    ولبيان شدّة خطرهم على الشيعة والتشيّع فقد حذّر الإمام الهادي عليه السلام من معاونتهم بل حتى من زيارتهم!!

    قال عليه السلام : فمن ذهب إلى زيارة أحد منهم (أي الصوفية ) حياً أو ميتاً,فكأنما ذهب إلى زيارة الشيطان وعبدة الأوثان ومن أعان أحداً منهم فكأنما أعان يزيد ومعاوية وأبا سفيان!!!

    ورغم كل هذه التحذيرات الصريحة والشديدة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام نجد بعض من يسمّون أنفسهم شيعة يحترمونهم ويقدسونهم ويأخذون بأقوالهم ويتشبهون بهم ويلقبون أنفسهم بألقابهم!!
    وقد أخبر الإمام الصادق عليهم السلام بظهور هذه الفرقة داخل التشيّع وبعباءة التشيع!!
    فقال عليه السلام : سيكون أقوام يدّعون حبنا ويميلون إليهم (أي إلى الصوفية) ويتشبهون بهم، ويلقبون أنفسهم بلقبهم، ويقولون أقوالهم، ألا فمن مال إليهم فليس منا، وأنا منه برآء، ومن أنكرهم ورد عليهم، كان كمن جاهد الكفار بين يدي رسول الله (ص).
    المصدر : مستدرك الوسائل, النوري, ج12 ص323 ح15, إكليل المنهج, الكرباسي, الإثنا عشرية, الحر العاملي, ص32 , حديقة الشيعة, المقدس الأردبيلي, ص563.

    وقد وصف الإمام العسكري عليه السلام العرفاء والمتصوّفة المندسين في جسد الامة الشيعية بأنهم شرار خلق الله على وجه الأرض!!
    قال عليه السلام : علماؤهم شرار خلق الله على وجه الأرض,لأنهم يميلون إلى الفلسفة والتصوّف, وأيم الله: إنهم من أهل العدوان والتحرّف , يبالغون في حب مخالفينا (من أمثال ابن عربي والرومي والبسطامي) , ويضلون شيعتنا وموالينا,فان نالوا منصباً لم يشبعوا, وإن خذلوا عبدوا الله على الرياء,ألا أنهم قطاع طريق المؤمنين والدعاة إلى نحلة الملحدين (وحدة الموجود), فمن أدركهم فليحذر منهم وليصن دينه وإيمانه.
    المصدر : مستدرك الوسائل, الميرزا النوري, ج11 ص380, جامع أحاديث الشيعة, البروجردي, ج13 س377, مستدرك سفينة البحار, الشاهرودي, ج8 ص299.


    أخي القارئ العزيز إن هذا البحث الذي بين يديك يكشف بالأدلة القاطعة بطلان منهج العرفاء والمتصوّفة ويبيّن مدى تناقضهم مع القرآن والعترة !

    و يرّكز هذا البحث على موضوع الكشف عند العرفاء , لأن العارف لا يعتمد على العقل ولا على النقل بل يدّعي بأنّ علمه الشرعي هو حصيلة مكاشفاته وأنّ كل العلوم والحقائق تنكشف له كما تنكشف للأنبياء والرسل عليهم السلام فيؤول الآيات والروايات وفق ما يدعيه لنفسه من علم تلقاه عن طريق المكاشفة .

    لذلك ركّزنا على هذا الموضوع لنكشف زيف إدعاءاتهم الباطلة ومكاشفاتهم المزعومة وبيّنا الطرق التي يسلكها هؤلاء الدجالون ليخدعوا الناس بأساطيرهم .
    ثم عرضنا بعض النماذج من مكاشفاتهم المخالفة للقرآن الكريم والسنة المطهرة لكي يستيقّن القارئ العزيز بأن مكاشفاتهم خرافات ومشاهداتهم خزعبلات ووحيهم محض أوهام وخيالات ينسجها الشيطان لهم!

    قال تعالى { وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ}

    وقد انتقينا نماذج واضحة ومخالفات صريحة يسهل على العوام فهمها واستيعابها وابتعدنا عن المسائل الغامضة التي يصعب عليهم إدراكها.

    أخي القارئ العزيز أرجوا منكم التجرّد عن العصبية والهوى وقراءة هذا البحث بإنصاف وبدون أحكام مسبقة وسوف تصل بإذن الله تعالى للسبب الذي دعا الأئمة عليهم السلام للتحذير من خطر هذه الفرقة الضالة.

    فقد حذر نبينا من اقوام سيحرفون دينه بعده باسم الاسلام وكذلك ائمتنا حذروا من أقوام سيحرفون التشيع باسم التشيع فما على المؤمن الذي يطلب النجاة سوى أن يصغي بقلبه وعقله وروحه إلى ماعرضناه من أحاديث معصومية تلين لها جلود الذين آمنوا وقلوبهم ..


    هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..



    طالب علم

    15/8/1432هـ

    </B></I>

  • #2
    تمهيد:
    يعتمد العرفان على الكشف والشهود في تلقي العلم الشرعي أو غيره من العلوم و يزعم العرفاء بأنّ مالديهم من علم شرعي هو حصيلة المكاشفات و ليبرهنوا على حصول المكاشفات لهم فإنهم ينسبون لانفسهم الخوارق كالإخبار بالمغيبات ومعرفة حقائق وأسرار الكون و يدعون لانفسهم مراتب هي للأنبياء والأوصياء ومن عصمهم الله تعالى بالعصمة الصغرى!!!

    ولا يخفى على ذي مسكة من عقل أنّ إثبات حجية العلم الشرعي أو أي علم نظري يكون بالدليل والبرهان! لا بنسبة الخوارق والمكاشفات للنفس. فرسول الله لم يثبت العقائد سوى بالحجة والبرهان ولم تكن معجزاته سوى لاثبات صدق نبوته لا لاثبات صدق عقيدته! أي كانت لإثبات مقام النبوة.. والوصي لاثبات مقام الامامة .. والمعصوم بعصمة صغرى لاثبات مقام العصمة الصغرى ..
    فأي مقام يسعى العرفاء لاثباته بنسبة الخوارق لأنفسهم؟!
    مقام الصلاح يستدل عليه بالعمل
    العرفاء الدجالون يحاولون البرهنة على كون ما لديهم من علم شرعي وغيره هو حصيلة الكشف والشهود بادعاء الخوارق لأنفسهم ..

    فهم يدّعون علم الغيب والوحي ولكنهم لا يستخدمون مصطلح (علم الغيب) ولا (الوحي) بل يختارون مصطلحات أخرى لكي لا يفتضح أمرهم!
    فلو قالوا بصراحه انهم يعلمون الغيب وعلى اتصال بالوحي فإنّ شعوذتهم وطقوسهم لن تسعفهم دائما وسيفتضح أمرهم وينقلب عليهم المجتمع, ولكنهم هكذا يحاولون تقمصها على كونها خصائص لها حالات و ظروف معينة ..
    ولكن بعض العرفاء تقيتهم كانت على نحو أقل شدة من غيرهم لذا نجدهم يصرّحون بوصولهم الى درجة الاتصال بالوحي والسماء فهم يدعون لانفسهم العلم اللدني وهذا يعني اطلاعهم على الغيب وبكل صراحة !!

    ويزّعم العرفاء أيضاً بأن علمهم هو ((العلم اللدّني)!! و انهم لا يصلون إلى المعرفة (بالتحصيل العلمي) و إنما تكشف لهم الأمور بالإلهام والوحي!!

    يقول الملا صدرا : وحقيقة الحكمة (الفلسفة) إنما تنال من العلم اللدني , ومن لم تبلغ نفسه هذه المرتبة لا يكون حكيماً!!
    المصدر : معرفة الله, كمال الحيدري .ج1 ص209.
    ويقول كمال الحيدري: من الخصائص الأساسية والمهمة للمعرفة العرفانية أن العلم فيها ليس من نوع (العلم الحصولي) وإنما هو من نوع (العلم الحضوري).
    المصدر : العرفان الشيعي, كمال الحيدري, ص208.
    والعجيب أن جعفر السبحاني أشكل على الفرقة الشيخية واعتبرهم من الغلاة ومن ضمن إشكالاته عليهم هو قولهم : بأن علم (أهل البيت) حضوري وليس حصولي!!
    المصدر : المذاهب الإسلامية, جعفر السبحاني, ص355.
    بينما لم يصرّح (السبحاني) بغلو العرفاء وهم يدّعون هذه المرتبة لأنفسهم!!


    والسؤال الذي يطرح نفسه : إذا كان العرفاء يعلمون الغيب ويوحى إليهم وعندهم العلم اللدني كيف يختلفون ويتخبطون؟؟

    يقول كبيرهم ابن عربي :وفي هذا خلاف بين أهل الكشف وهي مسألة عظيمة بين علماء الرسوم من المؤمنين وبين أهل الكشف وكذلك أيضاً بين أهل الكشف فيها الخلاف هل يتسرمد العذاب عليهم إلى ما لا نهاية له أو يكون لهم نعيم بدار الشقاء فينتهي العذاب فيها إلى أجل مسمى...)
    المصدر : الفتوحات المكية , ابن عربي , ج2 ص636.

    ويقول الملا صدرا : فصل ... في كيفية خلود أهل النار في النار ,,, هذه مسألة عويصة و هي موضع خلاف بين علماء الرسوم (الفقهاء) و علماء الكشوف (العرفاء) و كذا موضع خلاف بين أهل الكشف...)
    المصدر : الحكمة المتعالية, الملا صدرا, ج5 ص346.
    إذا كان العرفاء أصحاب وحي وعلم لدني كيف يكون بينهم خلاف؟؟!
    المفروض أنّ المصدر هو الوحي والوحي من الله تعالى فلا يقع فيه الاختلاف!

    ويقول ابن عربي : نأخذ بالكشف الإلهي عند التعمل بالتقوى فيتولى الله تعليمنا بالتجلي فنشهد ما لا تدركه العقول بأفكارها مما ورد به السمع وأحاله العقل وتأوله عقل المؤمن وسلمه المؤمن الصرف فجاءت أنوار الكشفبأن هذه الذات(أي الذات الإلهية)التي حجر التفكر فيها فرأيناها على النقيض مما دلت عليه العقول بأفكارها فيشاهد صاحب الكشف يمين الحق ويده ويديه والعين والأعين المنسوبة إليه والقدم والوجه ثم من النعوت الفرح والتعجب والضحك والتحول من صورة إلى صورة هذا كله شاهده...)
    المصدر : الفتوحات المكية , ابن عربي , ج2 ص383.
    أقول : إذا كان كشف العرفاء يدعو إلى تشبيه الله بخلقه ووصفه بصفاتهم و يوصلهم إلى هذه الدرجة من التخبط والزيغ , كيف لهم أن يقولوا بعدها بأنّ كشفهم إلهي؟؟!
    إن من يرتبط بجهة معصومة ويتلقى عن الله سبحانه وتعالى كيف يخطيء؟ وكيف يتخبط؟
    قال تعالى {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}

    لذلك نقول بأنّ كشفهم شيطاني وليس إلهياً ولا يعتقد بهذا الكشف ويصدق به إلا الحمقى الذين ليس لهم اي حظ من العقل, فهم لا يستخدمون عقولهم ولو استخدموها لما آمنوا بخزعبلات التصوّف أصلاً وإن لبست عباءة التشيع كذبا وزوراً..

    قال الإمام الرضا عليه السلام: لا يقول بالتصوّف أحد إلا لخدعة أو ضلالة أو حماقة.
    المصدر : الأثنا عشرية , الحر العاملي, ص18.

    وقد أشار إلى هذه الحقيقة الإمام الهادي عليه السلام فقال : فلا يتبعهم إلا السفهاء ولا يعتقد بهم إلا الحمقاء...)

    ويعترف كمال الحيدري بهذه الحقيقة أيضاً فيقول : العارف لا شأن له بالعقل والفهم!!
    المصدر : العرفان الشيعي ,كمال الحيدري, ص152.
    وقيل : لا يؤمن بالعرفان إلا الخرفان.

    ولكن أي عرفان؟!

    نقصد هذا الذي يدعيه المتصوّفة وأتباعهم من المتسمين بالتشيع

    لذا تكون المقولة بدقة كالتالي:

    لا يُسلّم للمتصوّفة بالعرفان إلا الخرفان..


    يتبع

    </B></I>

    تعليق


    • #3
      صدق التنبؤ لا يعني صحة المنهج:

      لقد وقع كثير من الناس في شراك المخادعين من مشعوذي المتصوّفة والعرفاء حيث استدرجوهم إلى مستنقع الضلال والإضلال حين رموا لهم طُعمَ التنبؤات والإخبار بالأمور الغيبية.

      فيعتقد الناس البسطاء بأن هذا العارف لولا صحة منهجه لما حضي بهذه الأسرار الغيبية ولا انكشف له ما وراء الغيب!!
      وفي الحقيقة ليس الأمر على إطلاقه بحيث أن كل من أخبر بالأمور الغيبية يكون صاحب منهج صحيح بالضرورة !.
      نعم إنّ المؤمن المتقي الورع صاحب المنهج السليم الذي يستند إلى الدليل والبرهان من القرآن الكريم والسنة النبوية ويقتدي بهما ويتبعهما حق الاتباع فهذا نصدق بأنّ ما حظي به من نفاذ بصيرة واطلاع على المغيبات وغيره من الامور التي نعتبرها في عرفنا كرامات مرده الى صلاحه واستقامته.

      أما من كان منحرف العقيدة مائلاً عن الطريق السوي متبعاً لغير سبيل علي عليه السلام وعترته الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين نرفضه حتى لو طار في الهواء ومشى فوق الماء!!

      ولطيفور البسطامي (أبو يزيد) قول لطيف أجراه الله على لسانه من غير أن يشعر!
      يقول : لو نظرتم إلى رجل أعطي من الكرامات حتى يرتفع في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الحدود وأداء الشريعة!
      المصدر: حلية الأولياء, أبي نعيم الأصفهاني,ج10 ص40.


      إن المشعوذين والسحرة والكهان والمنجمين تجري على أيديهم أمور خارقه للعادة ويخبرون ببعض الأمور الغيبية , وكذلك بعض المرتاضين الهنود لديهم الكثير من التنبؤات الصحيحة وأمور خارقة للعادة ,, فهل يصدقهم المسلم ويقول بصحة معتقدهم لأنهم قاموا بهذه الأمور ويرفض القرآن والسنة أو يذهب ليعتنق طقوسهم الى جانب القران والسنة كما فعل بعض منتحلي التشيع ممن فُتنوا بالمتصوفة أمثال ابن عربي فأقحموا في عقيدة التشيع النقية في التوحيد ضلالات ابن عربي وأمثاله ؟؟!

      نذكر هنا على سبيل المثال ميشيل نوسترادام صاحب التنبؤات الكثيرة والعظيمة وهو الشهير باسم "نوستراداموس" أشهر من عرف الطالع في كل العصور، وهو طبيب فرنسي عاش بين فترتي (1503 - 1569).
      وكانت لديه توجهات أخرى فقد كان يقرأ في الكتب التي تسمى الكتب السوداء أو كتب السحر الأسود أو مخطوطات التنجيم، وكان هذا الاهتمام في سن مبكرة.
      ولاحظ الذين حوله أنه يتوقع أشياء عجيبة، ثم تقع!!!
      وقبل أن يصارح الناس بهذه النبوءات كان يسجلها سراً، ثم ينتظر أن تتحقق, وكان الكثير جداً يتحقق بصورة أذهلته هو نفسه !
      وفكر في أن يعتزل الطب وأن يتجه نهائياً إلى التنجيم , وقد كوّن مجموعة ضخمة من التنبؤات التي تغطي مدة حوالي 450 سنة من توقعات و رؤى نوستردامس لمستقبل العالم.

      ومن تنبؤات العرّاف نوستراداموس :

      يقال أنه حدث في إحدى المرات وهو لا يزال شاباً صغيراً أن رأى أحد الرهبان في الطريق، فركع له قائلاً: أهلاً يا صاحب القداسة!
      واندهش الناس ولكن هذا الراهب هو الذي أصبح بعد سنين طويلة البابا سكتوس الخامس!!
      وحدث مرة أخرى أن دُعي نوستراداموس للغداء فقال لصاحب الدعوة: لديك اثنان من الخنازير، أحدهما أبيض والآخر أسود.. وسوف تذبح لنا الخنزير الأبيض، أما الخنزير الأسود فسوف يأكله الذئب!
      وانتهز صاحب البيت هذه المناسبة، وقال للطاهي: اذبح لنا الخنزير الأسود بسرعة.
      وجاء الطعام
      فقال نوستراداموس: بالضبط، إنه الخنزير الأبيض.
      ولكن صاحب الدعوة أكد له أنّ هذا هو الخنزير الأسود, لكن نوستراداموس أصر على أنه الأبيض, فجاء الطاهي ليعترف بأن الخنزير الأسود الذي ذبحه تسلل إليه الذئب وخطفه وهرب!

      من اعظم التنبؤات التي تنبأ بها هذا الرجل:

      تنبأ بظهور الإمام المهدي عليه السلام ودخوله إلى أوروبا:
      قال نوستراداموس: (( من الأرض العربية العظيمة سوف يلي سيد عظيم من شريعة محمد هذا الملك, سوف يدخل أوروبا لابساً عمامة زرقاء ، إنه الذي سوف يبعث الأمة العظيمة من الموت لتعيش مرة أخرى ، سوف يكون هو الرعب لكل الناس ، لم يكن أحد أكثر منه رعباً ))
      وهذا بلا شك اعظم واهم نبؤات الرجل على الاطلاق..

      وتوقع حرب 1948 واستيلاء اليهود على أرض فلسطين

      فقال "فالدولة الجديدة تحتل أرضاً حول سوريا ويهوديا وفلسطين .. وتنهار القوات البربرية".
      القوات البربرية هي القوات غير المسيحية، فقد كان من المألوف في أوروبا أن يوصف كل من ليس أوروبياً بأنه بربري، وبعد ذلك أصبح البربري هو كل من ليس مسيحياً. فالقوات البربرية التي يتحدث عنها هي القوات العربية الإسلامية.
      والعجيب أن هذا الكتاب تصدره المطابع اليهودية في أوقات معروفة، فقبل الحروب تبيعه على جانبي المحاربين!!!
      فمثلاً قبل حرب 1948 انتشر هذا الكتاب في العالم العربي، وظهرت فقرات منه مترجمة في الصحف البريطانية والفرنسية..
      وقبل النكسة نشرت الصحف الإسرائيلية -مع الحفاوة الشديدة!- فقرات تؤكد انتصار اليهود وهزيمة العرب!

      تنبأ بانتصار الإمام المهدي عليه السلام على اليهود:
      وفي سنة 1973 أعيد نشر النبوءات، ووجد اليهود أن قائداً عربياً اسمه "محمد" سوف يسيل الدماء وينتقل بعد ذلك في رحلات طويلة إلى أوروبا..
      ونشرت صحيفة يهودية أيضاً أن هذا القائد سوف ينتصر، وأن الصحف الأخرى قد حرّفت في نبوءة نوستراداموس!!!!!

      تنبأ بنهاية حكم الملك الكاردينال مازاران
      في سنة 1649 كان الكاردينال مازاران متسلطاً على القصر الملكي، ولم يستطع خصومه أن ينالوا منه شيئاً، لكنهم اهتدوا إلى كتاب نوستراداموس "النبؤات" وراحوا ينشرون ما توقعه نوستراداموس للكاردينال!!!
      وتحطمت أعصاب الكاردينال وراح يجمع الكتاب من كل مكان، ولكن خصومه بدؤوا في إرساله إليه على شكل خطابات .. وكانوا أحياناً يضعونه في سلال الفاكهة ويعلقونه على الأشجار، ويضعونه على المقاعد في الكنيسة، وتحققت كل نبوءات الرجل ضد الكاردينال!!!

      وتنبأ أيضاً باحتراق الأسطول الفرنسي في الإسكندرية
      فقال: "يغرق الأسطول بالقرب من البحر الأدرياتيكي، ومصر تهتز كلها، والدخان يتصاعد ويحتشد المسلمون".
      فقد حدث ذلك عام 1799 عندما وصل نابليون إلى مصر وأرسى سفنه في مياه أبو قير عندما جاء نلسون بأسطوله وأغرق المراكب الفرنسية.

      و تنبأ نوستراداموس بموعد وفاته بالتحديد:
      قال لطبيبه: هذه آخر مرة تراني فيها!
      فقال له الطبيب ساخراً...حقا؟؟!على الأقل سوف أراك جثه هامدة..
      ولكن توفى نوستراداموس فعلاً في حين أن الطبيب أصيب بكسر في ساقه و دفن نوستراداموس دون أن يراه الطبيب!!!!

      كما تنبأ بظهور الطاغية صدام و ذكر بعض جرائمه البشعة!!

      ومن أراد المزيد يجده تحت هذا الرابط:
      http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%88%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D 9%85%D9%88%D8%B3


      كتاب التنبؤات تحت هذا الرابط:

      http://www.4shared.com/********/WtMT04aj/__online.htm

      وهذا الرابط أيضاً :

      http://www.4shared.com/********/tq7xqXRr/__online.htm


      وبعد هذا العرض لهذه التنبؤات لنوستراداموس(المسيحي الكاثوليكي في الظاهر واليهودي في الباطن) هل يقول مسلم مؤمن بالله ورسوله وبكتابه المنزل والعترة الطاهرة انّ نوستراداموس صاحب حق وصاحب منهج قويم ودين مستقيم ولولا أنه على الحق لما حدّث بهذه الأمور الغيبية والأحداث المستقبلية التي يحملها رحم الزمان؟؟!!



      يتبع ..</B></I>

      تعليق


      • #4
        كيف تصدر أمور خارقة للعادة عن المنحرفين والمنافقين والكفار؟

        نقول أن هذه الأمور التي تصدر من هؤلاء منشأها واحد من ستة أمور :

        الأمر الأول الشعوذة: وهي عبارة عن حركات خفيفة يقوم بها المشعوذ (خفة يد) بحيث يوهم الناس بأمور ليست حقيقية يخدعهم بها هذا معنى الشعوذة.

        ومن الأمثلة على ذلك علماء الهندوس فهم يقومون بأمور عجيبة وغريبة , فبحركة سريعة واحدة من يد هذا العالم الهندوسي يوقف القطار مثلاً؟؟! ثم يشير مرة أخرى فيمشي القطار!!

        فيتصور الإنسان العادي بأن هذا الهندوسي له كرامة من الله بحيث جعل له هذه القدرة الخارقة!! فلذلك ترك بعض الإنجليز وغيرهم ديانتهم وآمنوا بالهندوسية!!

        والواقع إن هذا خداع فلم يتوقف القطار أصلاً ولكن بحركاته الخفيفة باليد وكأنه إلتقط صورة للقطار ووضعها أمامك , وهذه كلها فنون في الشعوذة توهمك بأن القطار قد وقف ولكنه في الحقيقة لم يتوقف! وهذه تسمى شعوذة!

        الأمر الثاني السحر :وهو التعامل مع الشياطين , فالشياطين وضعوا مجموعة من القواعد التي تخرق نواميس الطبيعة بالفعل وهذا ليس إيهاماً كما هو الحال مع الشعوذة التي تصور لك أمور كأنها حقيقية وهي ليست كذلك!

        أما السحر فهو حقيقي يقع في الواقع الخارجي , فهناك قواعد ورموز معينة وضعها الشياطين من أجل خرق النواميس الطبيعية.

        وهذا الأمر أنبأنا الله به في القرآن الكريم بقوله {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}
        فمنشأ السحر من الشياطين

        والشياطين عندهم علم ويعرفون كيف تُخرق نواميس الطبيعة!

        وعلى سبيل المثال: الإنسان بطبيعته عند التعب يلجئ إلى النوم وهذا أمر طبيعي من نواميس الطبيعة.
        فالشياطين بإمكانهم أن يتدخّلوا ويخرقوا هذا القاعدة الطبيعية ويجعلوا فيها خللاً بسحرهم في هذا الإنسان فيحرم من النوم!!
        أو إنسان صحيح الجسم معافى فيحدث فيه الشيطان اختلالاً (بسحره) فيمرض!
        فيقال هذا رجلٌ مسحور.

        ومثال ثالث : طبيعة الإنسان أنه يتكلم بصوت بشري (إنساني) فيأتي الشيطان فيسحره فيجعله يتكلم بصوت الكلب مثلاً!!

        فالشياطين لديهم هذه القدرة والمنحرفين الضالين يتعاملون مع هؤلاء الشياطين فيعلمونهم السحر!
        قال تعالى {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}

        فيقول الشياطين لهذا المنّحرف إذا تريد التأثير بهذا الرجل فقل هكذا وأصنع هكذا أفعل هكذا...وعلى سبيل المثال وضع بعض السحرة الأعمال في القبور!

        فهذا كله يسمى سحر وهو من الأوجه التي تفسر سبب ظهور الأمور الخارقة للعادة عند هؤلاء.

        الأمر الثالث : الكهانة : وهي مثل السحر في التعامل مع الشياطين ولكن هنا الكهان يتعاملون مع الجان , والجن لديه قدرة أوسع من قدرة الإنسان فمثلاً الجن يستطيع أن يخترق الجدار فهل يستطيع الإنسان مثل ذلك؟؟ كلا لا يستطيع!

        والإنسان هو بذاته لا يستطيع الصعود إلى السماء بينما الجن يستطيع الصعود إلى مقدار معين من السماء!

        فهؤلاء المنحرفين يعملون بالكهانة فيتعاملون مع واحد من الجن فيخدمونه ويخدمهم,
        فمثلاً إذا أراد هذا الكاهن يؤثر على شخص معين يطلب من الجن أن يذهبوا إلى بيت هذا الرجل فينظرون ماذا يفعل في تلك الساعة (يأكل شي معين , أو يقرأ كتاب معين أو يشاهد برنامج معين وو...) فيأتي ذلك الرجل من الغد إلى هذا الشيخ فيخبره الشيخ بماذا كان يفعل فيقول الرجل : لم يكن معي أحد إلا الله فلا شك أن هذا الشيخ ذو مكرمات!! فينخدع به!

        ومثال آخر : أن يرسل هذا الشيخ (الكاهن) الجن ليمسوا هذا الإنسان فيتأثر ذلك الرجل من المس فيضطر إلى أن يذهب لهذا لشيخ الجليل (حسب نظره) حتى يفك عقدته وفعلاً حينما يفك عقدته يتصور ذلك الرجل أن هذا الشيخ صاحب كرامات!
        وهذا كله يسمى كهانة!


        الأمر الرابع التنجيم : علم الطالع ,وهي رموز وإشارات تظهر في السماء فإذا كان الإنسان عنده ذلك العلم الصحيح فيتمكن من فهم الأمور التي تجري على الأرض .

        الله سبحانه وتعالى حينما خلق هذا العالم جعل حركة النجوم والأفلاك كأنها خريطة تنبأنا عن بعض الحقائق الغيبية , والذي يتمكن من قراءة هذه الخريطة بشكل جيد يتمكن من الحصول على بعض الأمور الغيبية (كمعرفة بعض الأمور المستقبلية).

        وكذب المنجمون ولو صدقوا , لأن علم التنجيم الحقيقي عند أهل البيت عليهم السلام وعند الأنبياء والرسل .

        أما علم التنجيم الموجود حالياً فيه الحق وفيه الباطل لأنه مشوّه فبعض هؤلاء الضالين المضلين يعرفون شيئاً من هذا العلم ولذلك أحيانا يصدقون وأحيانا يكذبون.
        ففي الأوقات التي يصدقون فيها حينما يقرؤون خريطة السماء بعض الناس تصدقهم وتعتقد بأن هذا إخبار من الله لهم !!

        وقد ذكرنا سابقاً بعض تنبؤات نوسترادموس المسيحي الكاثوليكي حسب الظاهر واليهودي في الباطن !!

        فهل نكذّب بالقرآن والسنة ونتبعه لأنه اخبرنا ببعض الأمور الغيبية المستقبلية ؟؟


        يتبع ..</B></I>

        تعليق


        • #5
          الأمر الخامس الاستدراج والامتحان الإلهي:

          قال الجرجاني : الكرامة :هي ظهور أمر خارق للعادة من قبل شخص غير مقارن لدعوة النبوة , فما لا يكون مقروناً بالإيمان والعمل الصالح يكوناستدراجاً وما يكون مقروناً بدعوة النبوة يكون معجزة.
          المصدر : التعريفات , الجرجاني, ص184.

          هذا التعريف يذكره احد علماء المخالفين ونورده لنحج به أتباع ابن عربي والمتصوّفة ممن تلبسوا بالتشيع .. وإلا فنحن لدينا من القران الكريم والروايات الشريفة شواهد تثبت أنّ الخوارق يمكن ان تجري على يد المنحرفين من باب الفتنة الإلهية و الاستدراج

          فلنفرض انّ ما يدعيه العرفاء المنحرفون لأنفسهم من خوارق ليس وليد رياضات نفسية و ليس شعوذةً ولا سحراً ولا كهانةً ولا تنجيماً , ولنستبعد تلك الامور كلها ولكن يتبقى أمر لا يمكن استبعاده وهو انّ ذلك فتنة من الله تعالى واستدراج إلهي , فأيا كان منشأ ما يأتي به العارف المنحرف من خوارق للعادة فإنه يكون استدراجاً إلهياً و باب فتنة

          ولكن كيف ؟؟ وهل الله سبحانه وتعالى يجري أموراً خارقة للعادة على أيدي المنحرفين والكفار والمنافقين؟
          نقول نعم من باب الاستدراج والامتحان الإلهي !!

          قال تعالى {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (*) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ }
          الله سبحانه وتعالى بإرادته أحياناًيجري بعض الخوارق على يد المنحرفين أو يستجيب دعاء الكفار والمنافقين والمنحرفين من هذا الباب (الاستدراج الإلهي) ومن باب الفتنة الإلهية.

          وقد جاء في تفسير هذه الآية: سُئل أبو عبد الله ( عليه السلام ) عن الاستدراج، فقال : هو العبد يذنب الذنب فيملي له ويجدد له عندها النعم فتلهيه عن الاستغفار من الذنوب فهو مستدرج من حيث لا يعلم .
          المصدر : الكافي, الكليني, ج 2ص 452.

          فتلاحظ عزيزي القارئ بان الله يجدد النعم لمن عصاه وارتكب الذنوب لكي يستدرجه لمزيد من الذنوب والمعاصي وينسى التوبة!

          وكذلك يُجري الله سبحانه وتعالى على يد بعض المنحرفين المبتدعين بعض الخوارق لكي يستدرجهم لمزيد من الانحراف والضلال وليكونوا فتنة للناس أيضاً وابتلاءً لهم وهذا ما سنبينه أيضاً وسترون أنّ الله سبحانه وتعالى يمتحن ويبتلي الأمة بهؤلاء المنحرفين والمبتدعين.

          فمن اتبع التعليمات الإلهية عن طريق الأنبياء والأوصياء نجح في هذا الامتحان ولم ينخدع بالمظاهر..

          ومن يسلّم عقله للآخرين ويخوض مع الخائضين من غير دليل وبرهان وحجة وبيان ينخدع بالمظاهر وتغره القشور فيعظّم أهل البدع والمنحرفين ويقدسهم فيسقط في هذا الامتحان ويخسر الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين.

          قال تعالى مخاطباً نبيه موسى عليه السلام {فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ}
          السامري الذي صنع ما صنع وأضل الناس كانت فتنته إختباراً من الله حيث أجرى على يديه خارقاً من الخوارق حينما سمعوا من العجل المصنوع من الحُلي خواراً (صوت البقر) !!
          فامتحن الله قوم موسى عليه السلام فسقطوا جميعاً في الامتحان ولم ينجُ إلا القليل!

          قال تعالى {وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87)أَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88) أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89) وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا}

          الله سبحانه وتعالى أجرى هذا الخارق على يد السامري لكي يستدرجه لمزيد من الكفر وفي نفس الوقت يختبر بني إسرائيل يصدقون أم يكذبون؟ ينخدعون بالمظاهر أم يتبعون تعاليم نبي الله موسى عليه السلام الذي بين لهم صفات الله تعالى؟

          قال تعالى { أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ }

          ثم قال بعدها{وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }

          الله سبحانه وتعالى أرسل الأنبياء والرسل وقد بيّنوا الطريق الصحيح والمنهج القويم ولكنه تعالى قد أجرى في خلقه سنة الابتلاء والاختبار لذا يجري بعض الأمور الخارقة للعادة على يد بعض المنحرفين لكي يختبر العباد ويعلم من الصادق ومن الكاذب, من المؤمن ومن المنافق, من الذي يصدّق الأنبياء والرسل ويثبت على منهجهم ومن يكذب الرسل فينخدع بالمظاهر و يتبع أعداءهم لمجرد إتيانهم بخارق من الخوارق كما حدث للسامري.

          ليعلم الله تعالى من هو الذي يزن الرجال بميزان الكتاب والعترة ممن ينعق وراء كل ناعق وتبهره الصورة و يخدعه الاعلام ولا يفتش في معادن وحقائق الرجال

          الحال ذاته ينطبق في زماننا هذا على ما يصدر عن بعض العرفاء والمتصوّفة وما ينقل عن فلان وفلان من أمور خارقة للعادة أو إخبار بالأمور الغيبية!!

          هل نصدقهم ونؤمن بهم ونعظمهم ونأخذ تعاليمهم لمجرد انهم يدعون لانفسهم الخوارق ونكون كقوم موسى حينما انخدعوا بالسامري ؟؟!!

          أم نكون من الذين يتبعون القرآن الكريم والعترة الطاهرة فنفتش عن معادن الرجال ومناهجهم ونرفعهم ونحطهم بميزان الكتاب والعترة فقط؟

          هل نكون مع أهل البيت عليهم السلام الذين قالوا : الصوفية أعداؤنا فمن مال إليهم فهو منهم ويحشر معهم؟ !

          أم نكون مع العرفاء المنحرفين الذين يروّجون أفكار ابن عربي الصوفي وغيره من المتصوّفة؟!

          إن المؤمن الحق والموالي الصادق يجب أن يكون كيسا فطناً لا ينخدع , وينظر في معادن الرجال وجوهرهم ويتحقق وينقب عن مدى إتباعهم للقرآن والعترة , فينظر هل هذا العالم الذي جرى على يديه خارقٌ من الخوارق أو أخبر ببعض الأمور الغيبية هو عالمٌ رباني أم عالمٌ شيطاني؟

          هل هو صاحب منهج صحيح يوافق منهج وتعاليم أهل البيت عليهم السلام أم يخالفها؟

          فإن وجدناه صاحب منهج سليم متوافق مع القرآن والعترة قائم على الدليل والبرهان صدّقناه وقبلنا عنه وأكبرناه وحفظنا له حقه ومقامه الديني.

          أما إذا وجدناه صاحب منهج منحرف مخالف للقران والعترة وليس لديه دليل على صحة منهجه إلا ما يدعيه من الكشف والشهود نرفضه مباشرة حتى لو رأيناه يطير في الهواء ويمشي فوق الماء.
          إنّ من يقرأ ما سطروه في كتب العرفان النظري التي يطرحون فيها ما توصلوا إليه من خلال ما يدعونه لانفسهم من كشف وشهود يعلم أنهم شياطين .. لانها كلها نظريات كفرية إلحادية بعيدة عن منهج السماء!

          قال الحسن بن علي عليهما السلام : عجبت لمن يتفكر في مأكوله كيف لا يتفكر في معقوله ! ؟ فيجنب بطنه ما يؤذيه ويودع صدره ما يرديه .
          المصدر : بحار الأنوار , المجلسي , ج1 ص218 , مستدرك سفينة البحار , ج6 ص537.

          فالناس يدققون جيداً في شأن الطعام الذي يأكلونه وبعضهم يسأل عن الحلال والحرام من المأكول والمشروب , فلو احتملوا فساده أو حرمته ولو بنسبة بسيطة لتركوه ولم يأكلوه!

          بينما تجدهم يتساهلون في أخذ الأفكار والاعتقادات من أي أحد ومن غير بحث أو تدقيق وتثبت!

          وقد حذّر الأئمة عليهم السلام من هذه الطريقة (أي إتباع الرجال على غير دليل وبرهان)

          قال أمير المؤمنين : لا يعرف الحق بالرجال اعرف الحق تعرف أهله.
          المصدر : بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 40 - ص 125 – 126.

          وقال الإمام عليه السلام : من أخذ دينه من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله عليه وآله زالت الجبال قبل أن يزول ومن أخذ دينه من أفواه الرجال ردّته الرجال....)
          المصدر : الكافي, الكليني, ج1ص329.

          وعن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) أنه قال : من دخل في هذا الدين بالرجال أخرجه منه الرجال كما أدخلوه فيه ، ومن دخل فيه بالكتاب والسنة زالت الجبال قبل أن يزول.
          الصدر: كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 28 - 29

          ومن نماذج الفتنة و الاستدراج الإلهي سرعة استجابة دعاء الكافر والعاصي والمبتدع والضّال وتأخير استجابة دعاء المؤمن الولي المطيع؟!

          قال أبو عبد الله (الصادق) ( عليه السلام ) : إن العبد الولي لله يدعو الله عز وجل في الأمر ينوبه فيقال للملك الموكل به : اقض لعبدي حاجته ولا تعجلها فإني أشتهي أن أسمع نداءه وصوته. وإن العبد العدو لله ليدعو الله عز وجل في الأمر ينوبه , فيقال للملك الموكل به : اقض حاجته وعجلها فإني أكره أن أسمع نداءه وصوته.

          قال (عليه السلام) : فيقول الناس : ما أعطي هذا(العبد العدو لله) إلا لكرامته ولا منع هذا (العبد الولي لله) إلا لهوانه .
          المصدر : وسائل الشيعة, الحر العاملي, ج7 ص62, الكافي,الكليني, ج 2ص 490.

          أقول : تلاحظ أخي القارئ بأنّ الناس تنظر إلى من أُعطي على انه رجل صالح له كرامة عند الله وتغض الطرف عن منهجه المنحرف!

          بينما تترك المؤمن الولي لله صاحب المنهج الصحيح والقويم لأنّ حاجته لم تُقضَ بسرعة ودعوته قد أُخرت إجابتها!!

          وهذا أيضاً من الاستدراج والامتحان الإلهي
          إنّ الله تعالى يبتلينا ليرَ ما نحن صانعون؟ بأي معيار وميزان نرفع البشر ونعظمهم ونأخذ عنهم؟ هل بهذه الموازين المادية أم بميزان الكتاب والعترة؟

          عن مبارك غلام شعيب قال: سمعت أبا الحسن موسى عليه السلام يقول: إن الله عزوجل يقول: إني لم أُغن الغني لكرامة به علي ولم أفقر الفقير لهوان به علي وهو مما ابتليت به الاغنياء بالفقراء ولولا الفقراء لم يستوجب الاغنياء الجنة
          المصدر: الكافي - الشيخ الكليني ج 2 ص 261 .

          فإذاً نحن المؤمنون أيضا يبتلينا الله تعالى بأمثال هؤلاء ليجزينا الاجر العظيم لثباتنا على الايمان و اتباعنا منهج السماء والدليل والبرهان وعدم الانسياق خلف المظاهر والانخداع بها بدون تثبت وتحقق وسبر لمعادن الرجال, بينما تزل اقدام لم تكن راسخة بحق وثابة على أرضية صلبة من الايمان..

          هنا ننقل هذه القصة التي ستذهلكم وقد يكون أغلبكم يطلع عليها لأول مرة.
          ستتعجبون عندما ترون هنا أنّ الكافر عندما يؤمن تُسلب منه الخوارق!!
          كيف؟ لنقرأ هذه الرواية الشريفة..

          روى السيد نعمة الله الجزائري رحمة الله عليه في كتابه الانوار النعمانية أنّ رجلا من الشيعة أتى موسى ابنَ جعفر عليهما السلام وهو في بغداد فقال: يا ابن رسول الله , رأيتُ هذا اليوم في ميدان بغداد رجلا كافراً والناس مجتمعون حوله وهو يخبر كل انسان بما اضمره فهو يعلم الاسرار قال عليه السلام : نغدو عليه, فأتى إلىالميدان و رأى الناس حوله وهو يخبرهم عما في ضمائرهم, فطلبه الامام عليه السلام فقال له : يافلان أنت رجل كافر والاطلاع على ما في الضمائر مرتبة جليلة فما السبب في أن رزقكالله هذه المرتبة فقال : يا عبد الله ما أُتيتُ هذا ألا بأني أعمل خلاف ما تشتهيه نفسي وخلاف مطلوبها
          ـ كما ترون فالرجل وصل الى تلك المرحلة وهي أن يخبر كل إنسان بما في ضميره لانّه كان يضغط على جسده ويحرمه ما تشتهيه نفسه فيعارض نفسه, وكل ما اشتهته نفسه عمل بخلافه. أي مثلا اذا ألحت عليه نفسه بالرغبة في الطعام عارضها وامتنع عن الطعام , وهكذا في سائر الامور, لذا رغم انحرافه وكفره فإنّ الله تعالى أعطاه قدرة الاطلاع على كشف أسرار الضمائر والاخبار به ليكون ذلك ثواباً دنيوياًمُعجلاً له وهذا ما سيبينه المقطع القادم من الرواية الشريفة, وايضاً كان ذلك لجعله باب فتنة فقد كان الناس محدقين به لذا خشي ذلك الرجل الشيعي عليهم من الافتتان به والانحراف عن الجادة واتباعه لمجرد إتيانه بذلك العمل الخارق فهرع إلى الامام الكاظم عليه السلام يسأله .. فلنتم قراءة الرواية

          فقال عليه السلام للرجل : يا فلان اعرض الإيمان على نفسك وانظر هل تقبله أم لا؟ فتغشى فيمنديل و تفكّر, فلمّا رفع المنديل قال إني عرضت الاسلام عليها فأبت, فقال عليه السلام له: إعملعلى خلاف ارادتها كما هو عادتك فأسلم و حسن اسلامه فعلمه (ع) شرايع الاحكام فكان منجملة اصحاب الامام عليه السلام..

          ـ هنا ترون انّ الامام قاد الرجل الكافر الى الاسلام عن طريق إلزامه بما ألزم هو به نفسه, فذلك الكافر قال أنه يخالف دائماً هوى و إرادة نفسه فيعمل بخلاف ما تريد. فلما عرض الاسلام على نفسه رفضته, فقال له الامام عليه السلام إعمل على خلاف إرادتها, ففعل ذلك و دخل في الاسلام وصار من خيرة أصحاب الامام عليه السلام.. شاهدنا تجدونه في المقطع الاخير من الرواية حيث سترون أنّ الرجل بعد أن أسلم فقد قدرته على معرفة مافي الضمائر وسُلب منه ذلك الامر الخارق!! فلم يكن فعله لذلك الخارق أوان كفره دليل إيمان له, وايضاً لم يغدُ سلبه ذلك الخارق دليل عدم إيمان ونقص في الصلاح والتقى!
          قد كان الرجل نفسه متعجباً من كونه فقد ذلك الامر الخارق بعد دخوله في الاسلام ولكنّ الامام عليه السلام بين له انّ ذلك في حال كفره كان ثواباً معجلاً ,ولكن بعد أن أسلم سُلب ذلك الخارق منه فأبدله الله به ثواباً مؤجلاً في الآخرة ..

          فلنقرأ المقطع الاخير من الرواية..

          فقال له الامام عليه السلام يوماً : فلان, أضمرتُ أنا شيئاً فقل ما هو؟
          فلمّا رجع وتفكّر لم يدرِ ما يقول, فتعجّب و قال: يا ابن رسول الله كنت أعرف الضماير وانا كافر فكيف لا اعرفها اليوم وانا مسلم ؟!!
          فقال عليه السلام له: إنّ ذلك كان جزاءً لأعمالك, واليوم ادّخر الله لكأعمالك ليوم القيامة فجزاؤها ذلك اليوم ..

          نعم هؤلاء العرفاء والمتصوفة أصحاب المناهج المنحرفة قد تحدث منهم بعض الأعاجيب ويُعجّلُ لهم في استجابة الدعاء فيتصوّر من لا يرون سوى المظاهر والقشور بأنّ هذه كرامات من الله ولكنها ليست كذلك
          إنها من هذا الباب (الاستدراج الإلهي, والفتنة الإلهية)
          الله سبحانه يريد أن يستدرجهم فيعجل لبعضهم الثواب في الدنيا على بعض الامور الجيدة التي يقومون بها رغم انحراف منهجهم العام فيملي لهم, و ايضا يختبرك أنت أيها المؤمن بهم..

          فلا تنخدع..



          يتبع ..</B></I>

          تعليق


          • #6
            الأمر السادس : الرياضات الروحية والنفسانية :

            هناك علاقة عكسية بين الروح والبدن فكلما ضغط الإنسان على بدنه أكثر كلما تحررت روحه أكثر, وكلما ضغط على روحه أكثر كلما تحرر بدنه أكثر.

            والبدن على عكس الروح , والروح على عكس البدن , الله سبحانه وتعالى جمعهما في الإنسان لكي يكون هناك صراع دائمي بين هذين الاثنين.

            فمن يُغلّب الروح على البدن ويمتنع عن الشهوات المحرمة التي يريدها البدن من أجل الروح فإنه يفوز ومن يفعل العكس (والعياذ بالله) يهلك ويخسر!

            وكلما ضغطت على البدن تتحرر الروح وإذا تحررت الروح تمكن الفرد أن يصنع بعض الأعاجيب بواسطة الروح.

            وهذا ما يسمى بالرياضة الروحية أو النفسية.

            فبعض هؤلاء المرتاضين الهنود الذين يعتنقون الديانة الهندوسية أو السيخية أو القاديانية أو حتى البكرية و الصوفية تصدر منهم بعض هذه الأمور الخارقة.

            فالصوفيون هناك خصوصاً في الهند وباكستان بالفعل تصدر منهم بعض الأعاجيب وبعض الأمور الخارقة للعادة وهذه يرجع غالباً إلى رياضاتهم الروحية.


            كيف يحدث ذلك؟؟
            يقوم المرتاض ببرنامج معين يضغط فيه على البدن ويخالف رغباته لكي تتحرر روحه.
            فمثلاً يمتنعون عن الطعام ويستمرون أيام عديدة على ذلك الحال, فلا يأكلون شيئاً ويكتفون بالماء فقط ! أو كل ما تشتهيه النفس يفعل بخلافه فتتحرر روحه!

            فإذا انطلقت روحه يتمكن من أن يرى بعض الأمور الغيبية أو يصنع بعض الأمور العجيبة الخارقة للعادة.
            هذه هي الرياضة الروحية و لها شاهد قد ذكرناه في كلامنا السابق في معرض استدلالنا على كون الخوارق هي فتنة إلهية و استدراج الهي بتعجيل الثواب الدنيوي. والآن نعود لنستدل بها على مبحثنا الحالي..

            روي أنّ رجلاً من الشيعة أتى للإمام موسى بن جعفر عليه السلام وهو في بغداد
            فقال يا بن رسول الله رأيت في هذا اليوم في ميدان بغداد رجلا كافراً والناس مجتمعون حوله وهو يخبر كل إنسان بما أضمره فهو يعلم الأسرار!

            فقال عليه السلام : "فغدوا عليه " فأتى عليه السلام إلى الميدان ورأى الناس حوله وهو يخبرهم عما في ضمائرهم.

            فطلبه الإمام عليه السلام فسأله عن سبب ذلك؟

            فقال : يا عبد الله! ما أُتيت هذا إلا بأني أعمل خلاف ما تشتهيه نفسي وخلاف مطلوبها. فقال عليه السلام : يا فلان اعرض الإيمان على نفسك وانظر هل تقبله أم لا ؟؟

            فتغشى في منديل و تفكّر فلما رفع المنديل قال إني عرضت الإسلام عليها فأبت!!

            فقال عليه السلام : اعمل على خلاف إرادتها كما هو عادتك التي أُوتيتَ عليها هذه المرتبة.

            فأسلم و حسن إسلامه، فعلمه عليه السلام شرائع الإسلام، فكان من جملة أصحاب الإمام عليه السلام.
            فقال عليه السلام له يوماً: " يا فلان! أضمرتُ أنا شيئاً فقل ما هو؟

            فلما رجع وتفكّر لم يدر ما يقول، فتعجّبَ!!

            فقال : يا ابن رسول الله كنتُ أعرف الضمائر وأنا كافر، فكيف لا أعرفها اليوم وأنا مسلم؟ فقال عليه السلام : " إنّ ذلك كان جزاءً لأعمالك، واليوم قد ذخر الله أعمالك ليوم القيامة، فجزاؤها ذلك اليوم"
            المصدر : الأنوار النعمانية, السيد نعمة الله الجزائري, ج2 ص289.

            أقول : تلاحظ أخي القارئ العزيز بأن هذا الرجل كان كافراً ومع ذلك كان يُخبر الناس بما في ضمائرهم وهذا أمر خارق للنواميس!

            فلا يغرنّك فلان وفلان من العرفاء المنحرفين لمجرد انه أخبرك بما في نفسك فتحسب أنّ له كرامة عند الله؟؟

            كلا فما هي إلا رياضات روحية يمارسونها فيصلون الى تلك المرحلة , وهي ليست مختصّة بهم بل حتى الكفار الهندوس والسيخ يشاركونهم فيها!!

            وفي الرواية قدح في من يتخذ من تلك الخوارق دليلاً على صلاح أحدهم أو يعتبر عدم القدرة على الاتيان بمثل تلك الخوارق راجعاً لنقص في إيمان أو صلاح أحدهم. حيث أنّ ذلك المرتاض الكافر حينما أسلم سُلب منه ذلك الأمر الخارق !! فحينما سأله الإمام عليه السلام أن يخبره عما يضمر في نفسه, قال ذلك الرجل : يا ابن رسول الله كنتُ أعرف الضمائر وأنا كافر، فكيف لا أعرفها اليوم وأنا مسلم؟
            فقال عليه السلام : " إنّ ذلك كان جزاءً لأعمالك، واليوم قد ذخر الله أعمالك ليوم القيامة، فجزاؤها ذلك اليوم"

            فالله سبحانه وتعالى قد سلب المؤمن تلك القدرة الخارقة و ابدله بها على اعماله الصالحة ومخالفته لهواه طلبا لمرضاة الله تعالى ثواباً مذخوراً له في الآخرة, بينما كان ذلك الأمر الخارق الذي كان يأتي به في حال كفره ثواباً معجلاً له في الدنيا يقابله عذاب اليم في الآخرة.

            الله تعالى لم يدّخر للعرفاء شيئا في الآخرة كما هو الحال مع كل المرتاضين الكفار والمنحرفين لذا اقتضى العدل الالهي أن يعجّل لهم الجزاء في الدنيا , ويجعله في نفس الوقت استدراجاً لهم لكي ينغمسوا في بحور زيغهم أكثر فأكثر!!

            إنّ منهج تعجيل الجزاء على الحسنات للعصاة والمنحرفين قد بينته الروايات الشريفة..

            عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله عزوجل: وعزتي وجلالي لا اخرج عبدا من الدنيا وأنا اريد أن ارحمه حتى أستوفي منه كل خطيئة عملها، إما بسقم في جسده وإما بضيق في رزقة وإما بخوف في دنياه فإن بقيت عليه بقية شددت عليه عند الموت ; وعزتي وجلالي لا اخرج عبدا من الدنيا وأنا اريد أن اعذبه حتى اوفيه كل حسنة عملها إما بسعة في رزقه وإما بصحة في جسمه وإما بأمن في دنياه فإن بقيت عليه بقية هو نت عليه بها الموت.
            المصدر: (الكافي:2/444)

            نعم قد يكون لبعض العلماء الربانين مثل هذه القدرات ولكنهم لا يخبرون الناس بها ولا يتخذونها دليلاً وحجة على صدق منهجهم, إنما يستدلون على صدق مناهجهم بالدليل والبرهان وبالحجة والبيان من العترة والقرآن وليس كما يفعل العرفاء والمتصوّفة الذين يعزون كفرياتهم المسطرة في كتب العرفان النظري الى الكشف والشهود ويريدون ان نصدقها رغم مخالفتها الصريحة للكتاب والعترة!



            يتبع..</B></I>

            تعليق


            • #7
              نماذج من خزعبلات الكشف عند العرفاء:

              اتضح لنا من خلال ما تقدّم بأن العرفاء يدّعون علم الغيب فهم يزعمون بأنّهم متصلون بالوحي لكون علمهم علم لدنّي كما يدعون وليس علماً حصولياً.

              وقد بيّنا كذب وبطلان ادعائهم وكشفنا زيف أقوالهم و وضّحنا بطلان منهجهم من خلال تعارض اقوالهم وتضاربها.

              وسيتضح لك عزيزي القارئ من خلال هذا البحث أكثر فأكثر بأنّ مكاشفاتهم التي يدعونها لأنفسهم ليست سوى خرافات, و أنّ مشاهداتهم خزعبلات و وحيهم أوهام وخيالات ينسجها ويزينها الشيطان لهم!

              قال تعالى{وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ}

              والآن نعرض لكم بعض النماذج التي تبين خرافة وبطلان المكاشفات الشيطانية التي يدعيها العرفاء لأنفسهم


              النموذج الأول: كتب العرفاء كالقرآن منزّلة من السماء!!

              يزعم العرفاء والمتصوفة بأنّ كل ما يكتبونه أو يقولون به هو وحي منزّل من قبل الله سبحانه وتعالى!!
              فهم إما يتلقونه مباشرة عن الله سبحانه وتعالى بلا وسيط ! أو بالإلهام و حديث القلب أو عن طريق الوحي بواسطة جبرائيل!!

              يزعم شيخهم الأكبر ابن عربي المعراج بصحبة الملائكة فيقول : إعلم أنه لما وصلت إلى هذا المنزل (المرتبة) في وقت معراجي الذي عرج بي ليريني من آياته سبحانه ما شاء ومعي الملك (أي جبرائيل) !
              المصدر : الفتوحات المكية , ابن عربي , ج2 ص609.

              ويزعم أيضاً بأن الله سبحانه يُلهمه العلوم فيقول : فإن الحق تعالى الذي نأخذ العلوم عنه بخلو القلب عن الفكر والاستعداد لقبول الواردات هو الذي يعطينا الأمر على أصله من غير إجمال ولا حيرة فنعرف الحقائق على ما هي عليه...)
              المصدر : الفتوحات المكية , ابن عربي , ج1 ص99.

              ويحدث ابن عربي عن الله سبحانه وتعالى عن طريق قلبه!!
              فيقول : فشتان بين مؤلف يقول حدثني فلان رحمه الله عن فلان رحمه الله وبين من يقول حدثني قلبي عن ربي وإن كان هذا رفيع القدر فشتان بينه وبين من يقول حدثني ربي عن ربي أي حدثني ربي عن نفسه...)
              المصدر : الفتوحات المكية , ابن عربي , ج1 ص100.

              ويزعم بأن مؤلفاته بإملاء عن الله سبحانه وتعالى فيقول : وإنما نورد في كتابنا (الفتوحات المكية) وجميع كتبنا ما يعطيه الكشف ويمليه الحق (الله) هذا طريقة القوم (العرفاء).
              المصدر : الفتوحات المكية , ابن عربي , ج2 ص424-425.

              ويدّعي ابن عربي بأنه لا يكتب في كتبه شيء إلا بإذن من الله سبحانه وتعالى!! فهو هنا يدعي مقام النبوة (وما ينطق عن الهوى إن هوى الا وحي يوحى)

              فيقول : لا أتكلم إلا على طريق الأذن كما أني سأقف عندما يحد لي فإنّ تأليفنا هذا (الفتوحات المكية) وغيره لا يجري مجرى التواليف ولا نجري نحن فيه مجرى المؤلفين فإن كل مؤلف إنما هو تحت اختياره وإن كان مجبوراً في اختياره أو تحت العلم الذي يبثه خاصة فيلقي ما يشاء ويمسك ما يشاء أو يلقي ما يعطيه العلم وتحكم عليه المسألة التي هو بصددها حتى تبرز حقيقتها ونحن في تواليفنا لسنا كذلك إنما هي قلوب عاكفة على باب الحضرة الإلهية مراقبة لما ينفتح له الباب فقيرة خالية من كل علم...)
              المصدر : الفتوحات المكية, ابن عربي, ج1 ص102.

              ويزعم أيضاً بأن تأليف الفتوحات المكية بأمر ربه!
              فيقول : الله تعالى رتب على يدنا هذا الترتيب فتركناه ولم ندخل فيه برأينا ولا بعقولنا فالله يملي على القلوب بالإلهام جميع ما يسطره العالم في الوجود فان العالم كتاب مسطور إلهي...)
              المصدر : الفتوحات المكية , ابن عربي, ج2 ص163.

              و يقسم بالله بأنه لا يوجد حرف واحد من كتاب الفتوحات إلا عن إملاء من الله !!وعن طريق جبرائيل!!
              فهنا أيضاً ادعاء لمقام العصمة! أي يدعي العصمة لكل ما يكتب لأن ما يصدر عن الله معصوم عن الخطأ بالضرورة

              يقول : فالعلم الإلهيّ هو الذي كان سبحانه معلمه بالإلهام والإلقاء وبإنزال الروح الأمين (جبرائيل) على قلبه وهذا الكتاب (الفتوحات المكية) من ذلك النمط عندنا فو اللّه ما كتبت منه حرفاً إلا عن إملاء إلهيّ وإلقاء رباني أو نفث روحاني في روع كياني...)
              المصدر : الفتوحات المكية , ابن عربي , ج3 ص442.

              ولكي يُقطع دابر المشككين زعم بأنه معصوم ومطهّر و أنّ ما يوحى إليه (فُرقان) أي هو كالقرآن تماماً

              فقال :
              اللّه أنشأ من طيٍ وخولانِ ... جسمي فعدّلني خلقاً وسوّاني
              وأنشأ الحق لي روحاً مطهرةً ... فليس بنيان غيري مثل بنياني
              إني لأعرف روحاً كان ينزل بي ... من فوق سبع سماواتٍ بفرقانِ
              المصدر : الفتوحات المكية , ابن عربي , ج3 ص442.

              ويقصد بالروح الذي ينزل عليه جبرائيل والفُرقان هنا كتاب الفتوحات!!
              قال تبارك وتعالى (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا)
              سورة الفرقان, آية 1

              يقول صاحب الميزن في تفسير الآية :
              والفرقان هو الفرق سمي به القرآن لنزول آياته متفرقة أو لتمييزه الحق من الباطل و يؤيد هذا المعنى إطلاق الفرقان في كلامه تعالى على التوراة أيضا مع نزولها دفعة، قال الراغب في المفردات:، و الفرقان أبلغ من الفرق لأنه يستعمل في الفرق بين الحق و الباطل، و تقديره كتقدير رجل قنعان يقنع به في الحكم، و هو اسم لا مصدر فيما قيل، و الفرق يستعمل فيه و في غيره.

              وجاء العارف القاضي الطباطبائي ليؤكد ما جاء به شيخه الأكبر ابن عربي من أنّ كتاب الفتوحات المكية لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه!!

              فيقول : لقد كتب محيي الدين (ابن عربي) كتاب « الفتوحات » في مكّة المكرّمة ، ثمّ بسط جميع أوراقه على سقف الكعبة وتركها سنة لتُمحى المطالب الباطلة منها ـ إن وُجدت بهطول الأمطار، فيتشخّص الحقّ منها عن الباطل . وبعد سنة من هطول الأمطار المتعاقبة جمع تلك الأوراق المنشورة فشاهد أنّ كلمة واحدة منها لم تُمحَ ولم تُغسلْ.
              المصدر : الروح المجرد , الطهراني , ص341.

              لربما يكون صادقاً في تلك الرواية! الغيث طهورٌ ورحمة, فيبدو أنّ كتابه بلغ من نجاسة الكفر درجة جعلت حتى الامطار تتجنبه وهذا ما يفسر عدم انمحاء حرف من كتابه !
              بالفعل شر البلية ما دعاك للضحك

              ويقول ابن عربي عن كتابه (العنقاء مغرب) : قد أنزله الله عليه , وأبرزه للعباد على يديه...)
              المصدر: رسائل ابن عربي ,المجموعة الثالثة ص17, 20, 21.

              وقد تعلّم بقية العرفاء الجرأة على هذا الادعاء من كبيرهم (ابن عربي) فزعموا أيضاً بأنّ مؤلفاتهم وحيٌ منزّل!!

              يقول الملا صدرا عن كتابه (العرشية): بل هذه قوابس مقتبسة من مشكاة النبوة والولاية مستخرجة من ينابيع الكتاب والسنة من غير أن تُكتسب من مناولة الباحثين ومزاولة صحبة المعلمين.

              لاحظ عزيزي القارئ قوله: من غير أن تُكتسب (أي انها وحي وعلم لدني)

              ولاحظوا ايضا قوله (ينابيع). في اللغة نبع أي انبعث. اي أنّ ما سطره ينبعث اليه انبعاثا.

              إنّ التالين من العرفاء عمدوا إلى حذف عبارتي (مشكاة النبوة) و (ينابيع الكتاب والسنة)

              والادهى أنهم حرفوا هذه العبارة وقلبوها رأساً على عقب فجعلوا النفي إثباتاً في هذه العبارة ( من غير أن تكتسب)

              لقد شعر العرفاء بالخطر المحدق بهم جراء هذا التصريح فحذفوا قسماً من الملوّن بالأحمر من النص في الطبعات الحديثة وحرّفوا القسم الآخر وبدلوا معناه تماماً تأسيا بإخوانهم الوهابيين الذين يعبثون بالتراث الإسلامي فيزورون النسخ ويحذفون منها ما يفضح معتقدهم الباطل!!

              فجاء النص في الطبعة الحديثة هكذا : بل هذه قوابس مقتبسة من مناولة الباحثين ومزاولة صحبة المعلمين!!
              المصدر : كتاب العرشية , الملا صدرا, ص5-6 , طبعة مؤسسة التاريخ العربي.

              ويزعم ابن عربي بأنّ كتاب فصوص الحكم منزّل عليه فيقول : فما أُلقي إلا ما يُلقى إلي , ولا أُنزل في هذا المسطور (فصوص الحكم) إلا ما ينزّل به علي...
              المصدر: مقدمة فصوص الحكم, ابن عربي , بتعليق العفيفي, ص 47- 48.

              ويؤكد الخميني ادعاء ابن عربي فيقول عن (كتاب الفصوص) بأنه : تنزيل فإنّ ما تلّقاه (ابن عربي ) سرّ أهل المعرفة من الكُمّل...
              المصدر : تعليقات على شرح فصوص الحكم ومصباح الأنس, الخميني ,ص49.

              ويقول الخميني أيضاً: وهذا الكتاب (فصوص الحكم) لمّا كان بحسب مكاشفة الشّيخ (ابن عربي) من عطيّات رسول الله صلّى الله عليه وآله ومِنحه وهي بعينها عطيّات الله تعالى تكون هداية الطالبين وإرشاد المسترشدين...
              المصدر : تعليقات على شرح فصوص الحكم ومصباح الأنس, الخميني ,ص52.

              ولم يكتفِ العرفاء بهذا بل قالوا بأنّ شرحهم لكتاب الفصوص المشحون بالكفريات هو بأمر من الله أيضاً!!

              قال حيدر الآملي: أمرني الحق تعالى بشرح فصوص الحكم الذي هو منسوب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأعطاه للشيخ الأعظم محيي الدين الأعرابي (كذا) قدس الله سره في النوم وقال له: أوصله إلى عباد الله , المستحقّين المستعدّين...
              المصدر : جامع الأسرار, حيدر الآملي, ص 69.

              وهذه النصوص واضحة جداً ولا تقبل التأويل , وهي تؤكد على أنّ العرفاء يعتقدون بأنّ كتاب فصوص الحكم (المشحون بالكفريات) هو كتاب منزّل كالقرآن!!

              بل قالوها صراحة بأنه كالقرآن عديم المثال والنظير!!

              يقول حيدر الآملي : كان للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كتابان , النازل عليه والصادر منه . أما الكتاب النازل فالقرآن , وأما الكتاب الصادر فالفصوص , وبيّنا أنهما عديما المثال والنظير وانحصار نوعيهما في شخصيهما.

              ـ هنا ما الذي يريد أن يقوله هذا الجاهل؟ وما الذي يقصده بذلك التقسيم؟
              هل يقصد أن يفصل بين ما يصدر عن النبي وما ينزل عليه؟!
              كل ما يصدر عن رسول الله صلى الله عليه وآله هو نازل عليه ! .
              رسول الله صلى الله عليه وآله لا يصدر عنه إلا ما هو نازل عليه!

              يقول : وأما الشيخ الأعظم (ابن عربي) فقد بينا أيضاً أنّ له كتابين : الواصل إليه والصادر منه, وأما الكتاب الواصل إليه فالفصوص , وأما الكتاب الصادر منه فالفتوحات , وبينا أنهما عديما المثال والنظيرفي نوعيهما وانحصار نوعيهما في شخصيهما.
              المصدر : تفسير المحيط الأعظم , حيدر الآملي, ج1 ص22.

              وقد ذكر الآملي في موضع آخر بدلا عن كلمة (واصل إليه) كلمة (النازل لأجل الشيخ الأكبر فصوص الحكم)!!

              فإذا كان العرفاء على هذا المستوى من الإسفاف والتهريج , لا يحترمون عقولهم ولا عقول الآخرين ويزعمون مثل تلك المزاعم المفضوحة, البيّنة البطلان ويتجرّؤون على الله ورسوله بدون أدنى حياء أو وجل , فكيف نصدّق خزعبلات كشفهم ونأمن مكرهم ؟!!



              يتبع..</B></I>

              تعليق


              • #8
                الوثيقة المصورة من كتاب فصوص الحكم والتي يصرّح فيها ابن عربي بأن كتابه منزّل وقد تلقاه عن الله وفي نفس الوقت يقول أعطاه إياه رسول الله!!


                </B></I>

                تعليق


                • #9
                  هذه الوثيقة المصورة من كتاب فصوص الحكم بتعليق الخميني وفيه تصريحه بأن كتاب الفصوص منزّل وسر من الأسرار الإلهية!!







                  </B></I>

                  تعليق


                  • #10
                    الوثيقة المصورة من كتاب جامع الأسرار لحيدر الآملي والذي يزعم فيه بأن كتابه شرح الفصوص كتبه بأمر من الله!!





                    </B></I>

                    تعليق


                    • #11
                      الوثيقة المصورة من كتاب التفسير لحيدر الآملي وفيه يزعم بأن كتاب الفصوص كالقرآن عديم المثال والنظير!!








                      </B></I>

                      تعليق


                      • #12
                        النموذج الثاني من نماذج خرافات الكشف عند العرفاء


                        على ذمة ابن عربي : العارف الرجبي يرى الرافضي بصورة كلب!!

                        يروي ابن عربي عن الجماعة الذين يسميهم بالرجبيين فيقول: وقد اجتمعنا برجل منهم في شهر رجب , وهو محبوس في بيته , قد حبسته هذه الحالة , وهو بائع للجزر والخضر العامة , غير أني سألته عن حالته, فأخبرني بكيفيتها على ما كان علمي منها , وكان يخبر بعجائب...
                        فسألته: هل يبقى لك علاقة في شيء؟
                        قال: نعم , لي علامة من الله في الرافضة خاصة , أراهم في صورة الكلاب , لا يستترون عني أبداً.
                        وقد رجع منهم على يده جماعة مستورون , لا يعرفهم أهل السنة , إلا أنهم منهم عدول . فدخلوا عليه, فأعرض عنهم, وأخبرهم بأمرهم, فرجعوا وتابوا, وشهوا على أنفسهم بما أخبر عنهم, مما ليس عند أحد من غيرهم خبره.
                        المصدر : محاضرة الأبرار, ومسامرة الأخيار , ج1 ص245,246 ط سنة 1324 هـ مطبعة السعادة بمصر.

                        نقول: هذا هو ابن عربي إمام العرفاء كالخميني وغيره.
                        هذا إمامهم و استاذهم ابن عربي لعنه الله الذي يعتبر رؤية الرافضة في صورة كلاب علامة عرفانية ..

                        على ذمة ابن عربي : راويةٌ رجبي مجهول يرى الرافضي بصورة خنزير وابن عربي يعتبر ذلك حجة!!

                        يبدو أنّ ابن عربي هذا بحق مولع بالرجبيين وهم ثقاة عنده

                        قال ابن عربي وهو يتحدث عن الرجبيين أيضاً : لقيت واحداً منهم بدنيسير من ديار بكر , ما رأيت منهم غيره , وكنت بالأشواق إلى رؤيتهم , ومنهم من يبقى عليه في سائر السنة أمر ما, مما كان يكاشف به في حاله في رجب , ومنهم من لا يبقى عليه شيء من ذلك.

                        وكان هذا الذي رأيته (في دنيسير)قد أبقي عليه كشف الروافض من أهل الشيعة, سائر السّنَة , فكان يراهم خنازير!!

                        فيأتي الرجل المستور, الذي لا يعرف منه هذا المذهب قط وهو في نفسه مؤمن به, يدين به ربه فإذا مر عليه يراه في صورة خنزير , فيستدعيه , ويقول له : ((تب إلى الله فإنك شيعي رافضي)).
                        فيبقى الآخر متعجباً من ذلك.

                        فإن تاب , وصدق في توبته , رآه إنساناً, وإن قال له بلسانه ((تبت!)) وهو يضمر مذهبه لا يزال يراه خنزيراً!!
                        فيقول له : كذبت في قولك : تبت
                        وإذا صدق يقول له صدقت
                        فيعرف ذلك الرجل صدقه في كشفه فيرجع عن مذهبه ذلك الرافضي!!
                        المصدر: الفتوحات المكية, ابن عربي , ج1 ص553.


                        العاقل العادل عند ابن عربي يُرى في صورة خنزير إذا أضمر التشيع

                        يقول ابن عربي في موطن آخر : وقد جرى مثل هذا مع رجلين عاقلين, من أهل العدالة من الشافعية , ما عرف منهما قط التشيع, ولم يكونا من بيت التشيع غير أنهما أداهما إليه نظرهما , وكانا متمكنين من عقولهما , فلم يظهرا ذلك , وأصرا عليه بينهما وبين الله, فكانا يعتقدان السوء في أبي بكر وعمر ويتغالون في علي.
                        فلما مرّا به ـ أي مرّا برجل من العرفاء ـ , ودخلا عليه, أمر بإخراجهما من عنده.
                        فإن الله كشف له عن بواطنهما في صورة خنازير , وهي العلامة التي جعل الله له في أهل هذا المذهب.
                        وكانا قد علما من نفوسهما أن أحداً من أهل الأرض ما اطلع على حالهما.
                        وكانا شاهدين عدلين, مشهورين بالسنة, فقالا له في ذلك فقال:
                        أراكما خنزيرين , وهي علامة بيني وبين الله فيمن كان مذهبه هذا !!
                        فأضمرا التوبة في نفوسهما.
                        فقال لهما : إنكما الساعة قد رجعتما عن ذلك المذهب , فإني أراكما إنسانين!!
                        فتعجبا من ذلك وتابا إلى الله!
                        المصدر : الفتوحات المكية , ابن عربي , ج2 ص8.


                        بينما المتملق إمام الشافعية يقول:

                        إن كان رفضاً حب آل محمد **** فليشهد الثقلان أني رافضي

                        فنبشر معاشر الشافعية بأنّ امامهم خنزير على ذمة ابن عربي صاحبكم الذي هام عشقاً في إماميكم أبي بكر وعمر ..
                        هنا من الجيد ان نحذر من تداول هذا البيت على سبيل الترويج لكون الشافعي كان محباً لآل رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم. مع بالغ الأسف هذا من بين الافكار الخاطئة الرائجة.

                        هنالك كتاب يؤرخ لحياة الشافعي. إسم الكتاب (مناقب الامام الشافعي) للبيهقي ، ص٧٢.
                        هنالك يذكر أنّ الشافعي قال ذلك البيت حينما رحل إلى اليمن حيث كانت ولا تزال بلاداً يطغى على أهلها المذهب الزيدي الذي كان أهل الخلاف ولا يزالون يرمونه وأهله بالرفض . وبالأخص زيدية ذلك الزمان، فقد كانوا ينسبون أنفسهم للتشيع لذا راح أتباع المذاهب الأخرى كالشافعية وغيرهم ينادونهم بالروافض.
                        الشافعي حين كان في بلادهم يعيش وسط أجوائهم فإنّه لكي يصانعهم ويجاملهم قال هذه الأبيات فانجذبوا إليه فحوّل كثيرا منهم إلى مذهبه .
                        فهو قال ذلك البيت مصانعةً وليس عن اعتقاد حقيقي، وليس لأنه يعتقد أنّ الرفض هو حب آل محمد والبراءة من أعدائهم وأنّه بالفعل ليس بمكترث أو عابيء أن يُرمى بالرفض في سبيلهم..
                        لأنّ البيهقي في نفس المصدر في تلك الصفحة بعد أن يذكر هذه الأبيات و أنّ الشافعي قالها في اليمن، يقول البيهقي: وقد روينا عن يونس ابن الأعلى: أنّ الشافعي كان إذا ذُكر الرافضة عابهم أشد العيب ويقول شر عصابة..

                        ما علينا بإمامهم الشافعي لعنه الله وانما كيف يتجاسر ابن عربي ان يصف بالخنازير من قال فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ((يا علي أنت وشيعتك الفائزون))

                        بل في التأويل أنّ المشايعة لعلي عليه السلام هي المقصودة في قوله تعالى : {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ}
                        المخالفون سطحيون كعادتهم ويسخرون من هذا القول ويحتجون بالسياق ويقولون انّ الضمير راجع الى نوح والحال انهم لا يعلمون أنّ السياق أيضاً يدعم ما ورد عن آل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام.
                        ذلك التأويل يسنده السياق أيضاً فإنّ إبراهيم شايع نوحاً عليه السلام في مشايعته لمولى الموحدين علي عليه السلام كيف لا؟ وكلاهما قد توسل لله تعالى بمحمد وآله الاطهار
                        تقول الاية {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ}

                        كما يروى عن آل رسول الله صلوات الله وسلام عليهم فإنّ نوحاً دعا ربه وناداه متوسلاً بمحمد و آل محمد عليهم الصلاة والسلام وكذلك ابراهيم عندما أُلقي في النار التي أوقدها نمرود
                        إلى أن يقول تعالى في شأن نوح عليه السلام {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ}

                        علي عليه السلام هو أمير المؤمنين بنص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
                        فالمؤمن هو من كان علي إمامه , فهو مولى المتقين وأمير المؤمنين من الأولين والآخرين, وهو عنوان الايمان . قال صلى الله عليه وآله (عنوان صحيفة المؤمن حب علي )

                        الحب الحقيقي لا ينفك عن المشايعة ..
                        نوح مؤمن أي أنه لاشك ولا ريب من شيعة علي عليه السلام ..
                        القلب السليم هو القلب الذي يخلو من الشك في الحق.
                        ورد في نور الثقلين: عن تفسير علي بن إبراهيم في قوله عز وجل: إذ جاء ربه بقلب سليم قال: القلب السليم من الشك

                        فالقلوب التي تشك في آل رسول الله وفي أنهم أئمة منصبون من عند الله تعالى ليست قلوباً سليمة
                        لذا نخاطب الحسين عليه السلام في زيارة وارث قائلين
                        (واني بكم موقن )

                        نرى أنّ الاية الكريمة التي تلي هذه الآية مباشرة هي قوله تعالى ( وإنّ من شيعته لأبراهيم)

                        وقد تستهجن العقول الوهابية هذا فنقول لهم كيف تقولون أنّ نبينا هو خاتم الرسل ومع ذا هو قدوتهم وسيدهم وإمامهم ؟
                        من عالم الذر بل قبله الله تعالى أطلع الانبياء والاوصياء على نهج هذا النبي وعترته الطاهرة وأمرهم بإتباعهم فاقتفوا نهجهم و شايعوهم وأقروا لهم بالولاية.



                        دفاع العرفاء عن باطل ابن عربي أوقعهم في التخبّط والاسفاف:

                        قال الخميني : قد يشاهد السالك المرتاض نفسه وعينه الثابتة في مرآة المشاهد لصفاء عين المشاهد كرؤية بعض المرتاضين من العامّة (الرجبي) الراّفضة بصورة الخنزير بخياله وهذا ليس مشاهدة الراّفضة كذا بل لصفاء مرآة الرّافضي رأى المرتاض نفسه التي هي على صورة الخنزير فيها فتوهم أنّه رأى الرّافضي وما رأى إلاّ نفسه.
                        المصدر : فصوص الحكم بتعليق الخميني , ص347-348.

                        أقول : معنى كلام الخميني أن كشف ذلك العارف الرجبي جاء معكوساً فبدلاً من أن يكون الرافضي بصورة خنزير (حسب مكاشفة الرجبي) يكون الرجبي نفسه هو الخنزير و السبب هو أن الرافضي كالمرآة العاكسة فرأى العارف الرجبي نفسه!!
                        ونقول بأن الخميني أراد أن يكحلها فذهب بنور بصرها!!

                        كيف للمرتاض أن يرى صورته منعكسة في مرآة الرافضي دون ان يعلم انها صورته هو وحقيقته هو و ليست صورة وحقيقة الرافضي؟؟ أليس مرتاضاً ولديه القدرة على التمييز؟

                        فما هذا الكشف والارتياض الذي لا يتمكن فيه المرتاض من التمييز بين صورته وصورة الآخر؟
                        حسب إدعاء الزنديق الأكبر ابن عربي الذي توافقونه وتأخذون عنه فإنّ ترويض النفس يوصلكم الى مرحلة يكون فيها علمكم لدنياً فكيف يكون الكشف الصادرعن علم لدني معكوساً؟؟
                        وكيف يكون مخالفاً لمعنى الكشف أصلاً؟ !
                        قال ابن منظور : ( كشف ) الكشْفُ رفعُك الشيء عما يُواريه ويغطّيه كشَفه يكشِفه كشْفاً وكشَّفه فانكَشَف وتكَشَّفَ.
                        وقال أيضا : وكشَف الأَمر يكْشِفه كَشْفاً أظهره.
                        المصدر : لسان العرب, ابن منظور , ج7 ص671 ,باب الكاف.

                        فهل الكشف عن حقيقة شيء تأتي معكوسة؟؟

                        وقال الجرجاني : الكشف : في اللغة رفع الحجاب وفي الاصطلاح : هو الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية والأمور الحقيقية وجوداً أو شهوداً.
                        المصدر : التعريفات , الجرجاني, ص184.

                        فهل إذا رُفع الحجاب وأصبح الأمر واضحاً تصبح الامور معكوسة ولا يستطيع الكاشف أن يميز بين حقيقة الآخرين وحقيقة نفسه ؟؟

                        وقد جاء عارف آخر وزاد الطين بله ورّد على الخميني قوله فقال بأن المكاشفة صحيحة وليست معكوسة ولكنه قال بأنّ ذلك الرافضي هو من الخوارج!!!

                        قال الطهراني : قد حانت النوبة لأصل مكاشفة ذلك الرجل الرجبي ّ الذي رأى الرافضة مرّة واحدة في صورة الكلاب ، فتلك المكاشفة صحيحة وليست مخطئة ، بَيدَ أنّ المراد من الروافض كان الخوارج لا طائفة الإماميّة . ومن المعلوم أنّ الخوارج يمتلكون ـ كالكلب صفة السبُعيّة والوحشيّة فظهروا لذلك الرجل في المكاشفة المعنويّة على هيئتهم الحقيقيّة.
                        المصدر : الروح المجرّد, الطهراني, ص434.

                        أقول : لقد بيّن ابن عربي مقصوده من كلمة روافض حينما كشف اعتقاد الرجلين

                        فقال: كانا يعتقدان السوء في أبي بكر وعمر ويتغالون في علي!!

                        ومن المعروف أن هذا ليس معتقد الخوارج بل العكس تماماً.

                        وقد بيّن ابن عربي ماذا يعني بالرافضي في ديوانه فقال :

                        ولا تكونوا كالـــــذي غلا لجهلٍ فامتـَـــــحن
                        غُلوّ أهل الرفض في أمرِ الحسين والحسن
                        المصدر : ديوان ابن عربي , ص428, طبعة دار الكتب العلمية, بيروت سنة 1416هـ.

                        فالمعنى واضح ولكن غلو العرفاء في ابن عربي جعلهم يتخبطون ويهرجون!!
                        بل جعلهم يغضون الطرف حتى عن ذيل الرواية التي أوردها شيخهم الزنديق الاكبر ابن عربي!
                        لقد ذكر بأنّ الرجلين الشافعيين وهما بالتأكيد مما يسمى أهل السنة حين رجعا إلى ما كانا عليه من معتقدهما فقد رآهما العارف الرجبي من جديد في صورة إنسان!

                        فيا شيعة حيدر الكرار هل ترضون وأنتم من نزلت في إمامكم علي عليه السلام عنوان الانسانية سورة هل (اتى على الانسان) أن يُقال بأنّ عنوان وعلامة الانسانية دين البكريين؟!

                        والمسلم العادي لا يدري هل يأخذ بكشف العارف الرجبي صاحب ابن عربي الذي يقول بأنّ الروافض خنازير أو كلاب أم يأخذ بكشف الخميني الذي يقول بأنّ الرجبي هو الخنزير لأن كشفه جاء معكوساً , أم يأخذ بكشف الطهراني الذي قال بأنّ المكاشفة صحيحة والروافض هم الخوارج ؟!!

                        وأقول : إذا كانت مكاشفات العرفاء تفضي الى كل هذا التخبط فما قيمة هذا الكشف الذي يدّعونه؟


                        أنقل هنا رد جعفر مرتضى العاملي حول هذه المسألة:

                        قال في كتابه (ابن عربي سنّيٌ متعصب) من صفحة (93) إلى صفحة (107): إنّ بعض المدافعين عن هذا الرجل (ابن عربي) قد حاول التخلّص من ورطة رؤية الرافضي بصورة خنزير، بلطائف وظرائف لا تكاد تخطر على قلب بشر.

                        بل إن الإنسان الأريب ليخجل من أن يحدث بها نفسه، فضلاً عن أن يوردها في كتابه كدليل يريد من خلاله إثبات مطلوبه!!

                        ونحن نذكر من ذلك ما كان الأجدر بنا أن نغض الطرف عنه، لولا أننا نخشى أن يثير ذلك شبهة لدى البعض، بأن يثور لديه احتمال أن يكون لبعض ما ذكره حظ من الصحة، أو نصيب من المعقولية، فنقول:

                        إنه قد حاول الدفاع عن ابن عربي بالنسبة لكلامه هذا، من عدة وجوه، هي:


                        1 ـ الرافضة هم الخوارج!!

                        قد زعم هذا المدافع (أي الطهراني) عن ابن عربي: أن مراد ذلك الناصبي بالروافض، ليس هو الشيعة، لا عموماً، ولا خصوص الإمامية منهم، بل المراد هو الخوارج!.. واستدل على ذلك بقوله:

                        «إنه يُشَاهَدُ في الكثير من عبارات العامة استخدامهم عبارة الروافض في خصوص الخوارج. لا في خصوص الشيعة، وهي حقيقة مشهودة لكل من يملك اطلاعاً على كتبهم في التاريخ والسير».
                        المصدر : الروح المجرّد, الطهراني, ص435.

                        ونقول:

                        أولاً: ليتكرم علينا صاحب الفضيلة بشواهد من عبارات أهل السنة، قد أطلقوا فيها كلمة «الروافض» على الخوارج.

                        إننا نطالبه بذلك، لأننا لم نسمع في كل ما مضى من حياتنا ـ ولو لمرة واحدة ـ أن أحداً أطلق كلمة الروافض على الخوارج، ولاسيما في خلال الست مائة سنة التي كانت قد مضت على ظهور الخوارج والروافض، من أول الإسلام إلى ظهور ابن عربي..

                        نعم.. قد يطلق على الخوارج ـ جهلاً ـ: أنهم شيعة.
                        المصدر :أوائل المقالات, المفيد, ص3.

                        ولكن إطلاق هذه الكلمة عليهم إنما هو على اعتبار أنهم كانوا من الأتباع، والمشايعين للإمام علي عليه السلام ببيعتهم له.

                        ولكن لا يطلق عليهم أحد: أنهم روافض.

                        ثانياً: إنه زعم أن كثرة الخوارج في بلاد مراكش، والجزائر، وعدم شيوع التشيع في تلك البلاد، وكون أهل المغرب من المالكية، لابد أن ينتج أن يكون مراد أهل تلك البلاد من كلمة «الروافض»: هو الخوارج.

                        وهي نتيجة غريبة وعجيبة، وهي أشبه ما تكون بقول القائل: لو لم ينبح الكلب، لم تطلع الشمس.. أو إن الشمس قد كسفت بسبب أكل البطيخ، أو ما إلى ذلك.

                        بل الأنسب أن يقال: إن كثرة الخوارج في المحيط الذي نشأ فيه ابن عربي قد أوجب أن يتأثر بهم، وأن يزيد بغضه للإمام علي وأهل بيته عليهم السلام، وقد تجلى ذلك في إيراده أمثال هذه القضايا، وسعيه لرفع شأن مناوئ الإمام علي وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم، وتجاهل أهل البيت عليهم السلام، وإظهار احتمالات ارتكابهم الجرائم، والمآثم، والعظائم.

                        ثالثاً: إن كلمة الرافضي، إنما تطلق عند أهل السنة على من يبغض الشيخين، بسبب ما فعلاه بالسيدة الزهراء عليها السلام، والخوارج يتولون الشيخين، ويحبونهما ربما أشد من حب أهل السنة لهما، ويتبرؤون من الإمام علي عليه السلام، ومن عثمان. فلا نجد مبرراً لنعت الخوارج بالروافض أصلاً.


                        2ـ ذكره لفضائل أهل البيت:

                        قد ادعى هذا المدافع (الطهراني) عن ابن عربي: أنه قد ورد في كتاب «المحاضرات» الكثير من الحكايات والشواهد التاريخية، التي يستحيل معها احتمال حمل لفظ «الروافض» على الشيعة.

                        ثم ذكر من ذلك قول ابن عربي: لا كريم أكرم من آل محمد، كلهم كبير، ليس فيهم صغير.

                        وذكر من ذلك أيضاً: قول عمر بن عبد العزيز لبعض ولد الحسين: إني لأستحيي أن تقف على بابي، فلا يؤذن لك.

                        وذكر قصة سؤال معاوية لضرار بن ضمرة: أن يصف له علياً، فوصفه له بأنه شديد القوى، بعيد المدى، الخ.
                        المصدر : راجع: قاموس الرجال ج5 ص149 عن ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة.

                        وقول أبي بكرة لمعاوية: اتق الله.. إلى آخر ما وعظه به..

                        وأورد رواية عن الإمام الصادق عليه السلام حول البدء بذكر الله سبحانه..

                        ورواية أخرى عنه عليه السلام في موعظة منه لسفيان الثوري..

                        ورواية أوردها مسلم بن الحجاج في صحيحه، عن رسول الله في ما كان يقوله صلى الله عليه وآله في السراء والضراء.
                        المصدر : الروح المجرد ص436 حتى 440.

                        ونقول:

                        إننا لا ندري كيف دلت هذه الأحاديث على استحالة إرادة الشيعة من كلمة الروافض؟

                        وأي ربط لكل هذه الأقاويل، والروايات، والحكايات، بدلالة كلمة «الروافض» على معناها؟

                        فمن عرف شيئاً من ذلك فليدلنا عليه، وسنكون له من الشاكرين.

                        وإيراد هذه الروايات هو نظير إيراده روايات عن الحلاج والبسطامي، وعن غيرهما.


                        3ـ هل الرافضي كلب، أم خنزير؟:

                        إنه تارة يقول: عن قضية رؤية الرافضة: أنهم رأوهم بصورة خنازير، وأخرى أنهم رأوهم بصورة كلاب.

                        فلاحظ النص المتقدم الذي يتحدث فيه عن الرجبيين في فصل: ما ُيذم به الشيعة، تحت عنوان: «الروافض كلاب!!»..

                        ثم اعترضوا على من قال: إنهم خنازير.

                        ثم قالوا: «.. إن الكلب أقل سوءاً من الخنزير، فلماذا بدَّل الكلب بالخنزير، مع أنه إنما ينقل عن كتاب قد ذكر فيه خصوص الكلب؟!.» . وهو كتاب محاضرة الأبرار.. ولم ينقل عن الفتوحات الذي ذكر أنه رآهم بصورة خنازير.
                        المصدر : الروح المجرد ص434.


                        ونقول:

                        1ـ إن ابن عربي قد ذكر الكلب في كتاب «محاضرة الأبرار»، ولم يذكر الخنزير، وذكر الخنزير في الفتوحات، ولم يذكر الكلب، فالنتيجة في كلا الحالتين تبقى واحدة، وهي أن الرافضي لا يخرج عن دائرة الكلب والخنزير عند ابن عربي!!

                        2ـ هذا بالإضافة إلى أنه إن كانت القصة التي في الفتوحات هي نفس القصة التي نقلها في محاضراته، فيرد عليه أنه قد كذب في إحدى القصتين.

                        وتبقى الأخرى حتى بالنسبة لمن هم على مذهب ابن عربي، موضع ريب شديد أيضاً، لأن من يُقْطَع بكذبه في واحدة، فلا يمكن الاطمينان إلى صدقه في الثانية.

                        وإن كانت قصة أخرى، فذكره للقصتين يشير إلى أنه يهدف إلى إشاعة هذه الأباطيل، وتتبعها، وجمعها، وإذاعتها.

                        تعليق


                        • #13
                          ابن عربي يحترم الشيعة الإمامية:

                          وقد قالوا: إن ابن عربي يقدر ويحترم الشيعة الإمامية، وقد نوه كثيراً بأئمتهم في الموارد المختلفة، سواء في الفتوحات، أو في المحاضرات، فلا يصح نسبة العداء للإمامية إليه.
                          المصدر:الروح المجرد ص429.

                          ونقول:

                          أولاً: إن هذا التنويه بالإمامية والاحترام والتقدير لهم لم نجد له أثراً في كتب ابن عربي.. بل وجدناه يقول: إن الشياطين قد ألقت إلى أهل البدع والأهواء، وخصوصاً الإمامية منهم، أصلاً صحيحاً، وهو محبة أهل البيت، ثم تعدوا ذلك إلى بعض التلبيسات الأخرى.
                          المصدر : الفتوحات المكية ج4 ص280 و281.

                          ثانياً: إن نفس هذا المستدل يدعي: أن ابن عربي مستضعف، وأنه كان يعيش في المغرب، ولم يكن يعرف شيئاً عن الشيعة والتشيع، فضلاً عن الإمامية، فراجع كلامه.
                          المصدر : الروح المجرد ص435 و436.

                          فإذا كان الأمر كذلك، فمن أين عرف بأمر خداع الشياطين للشيعة، وخصوصاً الإمامية منهم؟! وكيف نجمع بين ما زعمه من أمر الشياطين معهم، وبين احترامه وتقديره لهم.

                          ثالثاً: لو سلمنا أنه لا يعرفهم، فإنّ كتابه هذا قد وصله عن طريق الإلهام، وكتب مطالبه من دون اختيار منه ـ كما يزعم ـ فكيف أخطأ الإلهام الإلهي في هذا الأمر؟!

                          ولماذا لم يكتشف أمر الشيعة بواسطة الكشف الذي يدّعيه؟!

                          وإن لم يستطع ذلك، فكيف يطلق أحكامه عليهم قبل أن يعرف حالهم؟!

                          ولماذا لم يطلب كتبهم، ليقرأها، وليعرف مقالاتهم؟!

                          ولو لم يحصل على كتبهم، فلماذا لم يسأل علماء عصره عنهم، وعنها.

                          فإن ابن عربي قد ألف فتوحاته في مكة، لا في بلاد المغرب، فإن كان التعرّف على أمر الشيعة يصعب عليه في المغرب، فهل يصعب في مكة؟!

                          رابعاً: إن كتب الشيعة ومقالاتهم كانت معروفة وشائعة في بلاد المغرب، تماماً كما كانت الحال عليه في المشرق. وقد سجل ابن عبد ربه، وابن جزم، وابن عبد البر، والقاضي ابن العربي صاحب كتاب شرح الترمذي، وصاحب كتاب العواصم من القواصم، وكذلك ابن خلدون، وغيرهم من علماء تلك البلاد سجلوا في مؤلفاتهم، مثل العقد الفريد والمحلى، والفصل في الملل والأهواء والنحل، ومقدمة ابن خلدون وكتاب العبر، وكتاب العواصم من القواصم، ردودهم على الشيعة وعلى مقالاتهم بالتفصيل.

                          وقد صرح التاريخ بأن ابن عربي قد قرأ كتب ابن حزم، ومن كتبه «الفصل في الملل، والأهواء والنحل»..

                          قال ابن مسدي: إنه قال في إجازته ما معناه، أو نصه: إن محمد بن عبد الحق الأشبيلي قد حدثه: «بكتب الإمام أبي محمد علي بن أحمد بن حزم، عن أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح عنه».
                          المصدر : الفتوحات المكية ج4 ص555 ط دار الكتب العلمية الكبرى بمصر.

                          وقال ابن مسدي أيضاً: «إنه كان ظاهرياً في المذهب في العبادات، باطني النظر في الاعتقادات».
                          المصدر : الفتوحات المكية ج4 ص555 ط دار الكتب العلمية الكبرى بمصر.

                          على أن هذا الرجل (ابن عربي) قد طاف البلاد، ودخل مصر، وأقام بالحجاز مدة، ودخل بغداد، والموصل، وبلاد الروم.
                          المصدر : الفتوحات المكية ج4 ص555 ط دار الكتب العلمية الكبرى بمصر.

                          بل هو قد قدم بغداد مرتين، المرة الأولى في سنة 601 للهجرة، والثانية في سنة 608 للهجرة.

                          والشيعة كانوا موجودين في بغداد، خصوصاً في منطقة الكرخ، فلماذا لم يتعرف عليهم عن قرب؟ ولم يسأل عنهم؟ وكيف لم يحدثه أهل بغداد عنهم بشيء؟ مع وجود حالة من العداء لهم، ومع أنهم كانوا يشنون عليهم الغارات، ويقتلونهم، ويسرقون بيوتهم في كل سنة مرتين على الأقل؛ الأولى في عاشوراء، والثانية في يوم الغدير، كما أوضحناه في كتابنا: «صراع الحرية في عصر الشيخ المفيد» فراجع.

                          أضف إلى ذلك: أن بلاد المغرب التي نشأ فيها ابن عربي قد فتحت على يد موسى بن نصير الشيعي، وكانت دعوات الشيعة شائعة فيها، وبقيت لها آثار ظاهرة على مدى القرون.

                          كما أن الدعوة الإسماعيلية التي انتهت بإنشاء دولة الفاطميين في مصر، لم يكن نشاطها بعيداً عن سائر بلاد المغرب.


                          ابن عربي يلجأ للتقية:

                          وقالوا: في الاعتذار عن مدائحه لأهل السنة، وللشخصيات التي يقدسونها أو يحترمونها، وعن ذمه وتجريحه بالشيعة ـ قالوا ـ: إن ظروف التقية في الشام قد أجبرت الشيخ محيي الدين ابن عربي على كتمان ولائه.

                          ونقول:

                          أولاً: إنه قد ألف الفتوحات المكية المشحون بدلائل التسنن في مكة قبل أن يأتي إلى الشام.. فلماذا خص الحديث بالتقية في خصوص هذا البلد. أعني الشام دون غيره من البلاد التي حل فيها ابن عربي؟!.

                          ثانياً: إنه إذا صح ما ذكره، فكيف لم يمارس التقية في الكتاب الذي نسبوه إليه، حول الأئمة الاثني عشر؟!

                          ثالثاً: إنهم يدَّعون، كما ذكرنا آنفاً، أن كتبه مشحونة بمناقب أهل البيت عليهم السلام، ما عدا كتاب الفتوحات المكية.

                          ورغم عدم صحة هذا الإدعاء نقول: لماذا شحن كتبه بمناقبهم، وأفرغ منها خصوص كتابه هذاِ.. بل هو قد ملأه، بما هو صريح في تسننه العميق والراسخ؟

                          رابعاً: إن ما ذكره في كتبه ليس مجرد كتمان ولاء، بل هو المبادرة الطوعية إلى تقرير أمور كثيرة جداً، ترسخ حقيقة التسنن، رغم أنه لم يكن بحاجة إلى ذكرها، والتنويه بها.

                          وعلى فرض الحاجة إلى ذلك، فإن كيفية الحديث عنها، وطريقة التعاطي معها قد كانت فريدة، وغير سديدة، ولا رشيدة.. بل هي في أحيان كثيرة مجرد تمحلات تافهة، وبعيدة.

                          والتقية إنما تفرض عليه السكوت، أو التصريح بأدنى المراتب التي يمكن بها دفع غائلة أهل البغي والباطل، ولا تفرض هذا القدر من الإصرار، ومن الإكثار من الكلام التسويقي لأمورٍ لا حقيقة لها، ولا لما يدعيه في تسويقها..


                          الروافض من الشيعة:

                          وزعم البعض (أي الطهراني): أن ابن عربي قد ذكر وهو يتكلم عن رؤية الروافض بصورة خنازير:

                          أن الروافض من الشيعة. وهذا يؤيد أن يكون مراده بالروافض هم الخوارج، لأن معنى هذه العبارة: أن الروافض هم طائفة انفصلت من الشيعة، واتبعت مذهب النصب والانحراف.
                          المصدر : الروح المجرد ص427.

                          ونقول:

                          إن حبهم لابن عربي قد دعاهم إلى أن يجعلوا من نفس دليل إدانته دليلاً على صحة عقيدته!!

                          فإن قوله: إن الروافض هم من الشيعة، صريح في أنه يعرف فرق الشيعة المختلفة، كالزيدية، والإسماعيلية، وغير ذلك.. ويعرف أن الروافض هم خصوص فرقة الإمامية، التي هي أهم الفرق، وأكثرها اتساعاً، وأصعبها مراساً في الدفاع عن الحق والدين.

                          فما معنى ادعاء: أن قوله: «الروافض من الشيعة» يدل على: أنه يقصد بالروافض النواصب.

                          وهل إذا قلت: إن الأحناف من أهل السنة يكون معناه: أن الأحناف فرقة منفصلة عن أهل السنة، ويصيرون من الشيعة؟!

                          وإذا قلت الكاثوليك من المسيحيين، يصبح الكاثوليك فرقة منفصلة عن المسيحية، ومن أعدائها؟!

                          وإذا قلت: إن بني عبد المطلب من بني هاشم، يصبح بنو عبد المطلب جماعة منفصلة عن الهاشميين، وتنصب العداوة لهم؟!!


                          ابن عربي مستضعف:

                          إن البعض (الطهراني) يعترف: بأن ابن عربي قد ولد وعاش سُنيِّاً، وفي بيئة سُنِّية.. ولكنه ادعى أنه قد جاهد نفسه، فاكتشف الحقائق تدريجياً بالشهود والوجدان، وصار من مخلصي الموحدين، ومن الشيعة الذين يفدون أرواحهم في محبة أمير المؤمنين عليه السلام.. لكن التسمي باسم الشيعة، وإظهار البغض والعداء للخلفاء الغاصبين كان أمراً محالاً.

                          «والأمر إلى الآن كذلك، فلو أن أحداً وقف في مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله، ونادى: أشهد أن علياً ولي الله، لسفكوا دمه، ولتناهبت القبائل والطوائف دمه ولحمه تبركاً، ولكنه لو وقف ساعة كاملة يتحدث في مدح عائشة لنثروا عليه الحلوى، واستقبلوه بالزغاريد والأهاليل الخ..».

                          وبعد أن ادعى أيضاً: أن مكتبات أهل تلك البلاد كانت مليئة بكتب العامة، قال:

                          «فلم يكن يوجد في جميع مدنهم، ولو كتاب شيعي واحد».
                          المصدر: الروح المجرد ص350.

                          وذكر أيضاً: أنه حين جرى الحديث أمام السيد الطباطبائي حول ما زعمه ابن عربي، من أن المتوكل من أولياء الله، قال الطهراني له:

                          «إن علينا في أمثال هذا النمط من المطالب أن نعده في زمرة المستضعفين.

                          فضحك العلامة مستنكراً، وقال: أمحيي الدين من المستضعفين؟!

                          فقال الطهراني: ما المانع من ذلك، فحين يكون مناط الاستضعاف عدم الوصول إلى متن الحقيقة، وواقع الأمر، مع كون الطالب في صدد الوصول إليها، فلا فرق بين عالم كبير، كمحيي الدين، وعامي..»
                          المصدر : الروح المجرد هامش ص420 وهامش ص367.

                          ونقول:

                          إن هذا الكلام وإن سلمنا بصحة بعض مقدماته، ولكنه غير دقيق في بعض مقدماته الأخرى، ولا ينتج تشيُّع ابن عربي، وذلك للأمور التالية:

                          أولاً: قوله: «لم يكن يوجد في جميع مدنهم كتاب شيعي واحد»، لا يمكن قبوله إلا من عالم الغيب والشهادة تبارك وتعالى.

                          ثانياً: إن مؤلفات علماء تلك البلاد مشحونة بذكر عقائد الشيعة، والسعي إلى إبطالها.. فراجع: مؤلفات ابن حزم الذي قرأ ابن عربي كتبه، وراجع: كتب ابن عبد ربه، وأبي عمر بن عبد البر، والقاضي أبي بكر ابن العربي، وغير هؤلاء كثيرون.. فكيف عرف هؤلاء بعقائد الشيعة، ودونوها في كتبهم وجهلها ابن عربي، إلى حد أنه أصبح يعد في جملة المستضعفين؟!

                          ثالثاً: لا شك في أن ابن عربي كان ـ كغيره ـ يعرف: أن هناك طائفة من الناس يقال لهم: «الروافض»، وأنهم «إمامية».

                          وقد تحدث عن أن بعض الصوفية من «الرجبيين» يرون «الرافضة» بصورة خنازير، أو كلاب.

                          وذكر أن الشيطان يأتيهم عن طريق حب أهل البيت عليهم السلام، وغير ذلك.

                          كما أن ابن عربي قد سافر إلى البلاد المختلفة ومنها: مصر، والعراق، والموصل، والحجاز، والشام، وغيرها.. وعاش فيها سنين طويلة، وهاجس الخوف من الفكر الشيعي كان على درجة كبيرة من القوة والوضوح خصوصاً لدى علماء تلك البلاد، فلماذا لا يسأل عن هذه الفرقة «الرافضة»، وعن اعتقاداتها، وآرائها؟!

                          وكيف لم يتفق له أن يعرف شيئاً عنها، لا في بغداد، ولا في غيرها؟! حتى انتهى به الأمر إلى هذا الاستضعاف الذي يأنف الناس العاديون من أن ينسبوا إليه، فضلاً عن أمثال ابن عربي.

                          مع العلم بأن تسنن أهل السنة لا ينفصل عن مقارعة الشيعة، وخصوصاً الإمامية، الذين هم الرافضة، ولا يكف علماؤهم عن تداول آرائهم، والهجوم عليهم.

                          وكتب العامة مليئة بما يثير الفضول، ويلهب المشاعر، ويستحث العقول لمعرفة شيء عن الشيعة والتشيع، وعن الرفض والرافضة.

                          رابعاً: إن من يعرف هذه التفاصيل الدقيقة عن مذهب التسنن، ويكتب الفتوحات المكية استظهاراً، بدون أن يراجع كتاباً في العقائد والفقه، والحديث، والتاريخ، وغير ذلك ـ كما يزعمون ـ لابد أن يمر عليه من خلال تحصيله لهذه المعارف الشيء الكثير عن الشيعة، وعن التشيع.

                          ولو أنه قد حصل معارفه هذه عن طريق الكشف والعلم اللدني، فلماذا لم يحصِّل قليلاً من المعرفة بالشيعة عن هذا الطريق أيضاً.

                          فما الذي أوجب أن يبقى في دائرة الجهل إلى حد الاستضعاف في أمر هذه الطائفة التي تشغل بال العالم السني من أقصاه إلى أقصاه، بسبب فكرها القوي، وحجتها البالغة؟!

                          وهل يمكن أن يعد أمثاله من العلماء الواسعي الإطلاع إلى هذا الحد من المستضعفين؟!

                          وماذا بقي لغيرهم من سائر الناس؟!

                          وأفلا يحق للسيد الطباطبائي رحمه الله أن يضحك مستنكراً لمثل هذه الدعاوى؟!

                          خامساً: لو قبلنا جدلاً: أن ابن عربي مستضعف، فإن هذا لا يجعله في جملة الشيعة، ولا يخرجه عن دائرة التسنن، حيث لا بد من ترتيب أحكامه عليه، ومعاملته على أساسه. ولابد أن يكون مثله مثل المستضعفين في سائر الأديان.. فإن استضعاف المسيحي أو اليهودي لا يجعله في عداد المسلمين.

                          سادساً: إذا كان شهوده قد أوصله إلى هذا الحد من التشيع، والحب للإمام علي عليه السلام، الذي أشار إليه المستدل (أي الطهراني) فلماذا لم يوصله إلى حقيقة أعداء علي، ومناوئيه؟! خصوصاً من هم مثل المتوكل، ومعاوية، والحجاج، و.. و..؟!

                          وإذا كان قد عرفهم، وتحقق حالهم، فلماذا ملأ كتبه بكراماتهم، وشحنها بفضائلهم المزعومة؟!

                          ولماذا أنكر استخلاف رسول الله صلى الله عليه وآله لأحد حتى لعلي عليه السلام، من بعده؟!

                          ولماذا لم يعرف ما جرى على السيدة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، من ظلم واضطهاد؟!

                          ولماذا؟! ولماذا؟!..

                          وإذا كان قد كشف ذلك كله بالشهود والوجدان، فلماذا أيضاً لم يكتشف إمامة وحقيقة أهل البيت عليهم السلام الثابتة بالأحاديث الصحيحة والمتواترة؟!

                          ولماذا عمم المراد بأهل البيت ليشمل جعفراً وسلمان الفارسي، وغيرهما، ولم يكتشف أنهم هم أهل الكساء؟! ويلحق بهم باقي الأئمة الطاهرين.

                          بل إن ذلك لا يحتاج لا إلى شهود ولا إلى وجدان، ولا يحتاج فيه إلى كتب الشيعة، فإن كتب السنة التي قرأها، أو قرئت عليه، خير شاهد ودليل على ذلك.

                          وأخيراً.. لماذا لم يكتشف بكشفه ووجدانه حقيقة الشيعة، وأنهم ليسوا كلاباً ولا خنازير، بل هم خيرة أهل الإيمان، وهم عز الإسلام.

                          وقد ذكرنا في فقرة: مدائحه لنفسه. ما يكفي لإقامة الحجة عليه، لو كان صادقاً فيما يدعيه.

                          سابعاً: إن هذا المستدل (أي الطهراني) يريد أن يدعي علينا: أن ما نطلبه من ابن عربي، هو أن يتحدى أهل السنة في مقدساتهم، وأن يعلن بسب خلفائهم، وقد أورد مثال من ينادي في شوارع المدينة بالشهادة بالولاية لعلي عليه السلام، للتدليل على ما يرمي إليه..

                          والحقيقة هي أنه يعلم أن هذا ليس هو المطلوب لنا ولا لغيرنا، بل المطلوب ـ لو كان موقف ابن عربي يرتكز إلى التقية ـ هو أدنى حدّ من المداراة للآخرين التي تدفع شرَّهم عنه، وأن لا يبادر بمناسبة وغير مناسبة إلى اقتراح الفضائل لمناوئيهم، وإعلان أمور ليس لها أي أساس من الصحة، وإلى أن يسجل عدم وصاية النبي للإمام علي عليه السلام، وإلى أن يذكر رؤية العرفاء للشيعة بصورة خنازير.

                          وأن يكون كل همه في جميع كتبه منصرفاً إلى تدعيم، وترسيخ مذهب يدعون أنه لا يراه حقاً، ولا يؤمن به.

                          ويتأكد هذا المطلوب، ويصبح أكثر إلحاحاً بملاحظة: أن كتابه مجرد كتاب تربية روحية، وتصوّف، ودعوة إلى الزهد، ولا يطالبه أحد لو سكت عن مثل هذه الأمور التي جعلها كل همه، وأساس رسالته التبشيرية.

                          فإن عقلاء أهل السنة إنما يغضبون إذا تجرأ المتجرئ على أعيان مذهبهم، من دون حق. ولا يغضبون من بيان الحق بالدليل، إذا كان ذلك بالكلمة الرضية والصحيحة، والصريحة، والصادقة.

                          كما أنهم لا يغضبون لو سكت الإنسان عن التعرض لأي شيء، ولأجل ذلك لا نجدهم يطلبون من الطبيب، أو النحوي أن يكتب فضائل أبي بكر أو عمر في كتابه في الطب، أو في علم النحو مثلاً، ولا يفرضون على عالم الفيزياء مثل ذلك.

                          فاتضح أن سَوْق البحث حول هذا الأمر بهذا الاتجاه، قد كان غير منصف، ولا مقبول.

                          انتهى كلام جعفر مرتضى العاملي وقد أوردناه بتمامه في هذه الجزئية لكي يعلم القارئ العزيز عمق الإنحراف والضلال الذي غرق في مستنقعه العرفاء و مدى تخبط مكاشفاتهم ودفاعهم المستميت عن الزنديق الأكبر ابن عربي.

                          فإذا كانت نتائج مكاشفاتهم التي يستدل بأحدها إمامهم ابن عربي هي على هذا النحو من التخبط والتهافت فما قيمة هذا الكشف الذي يتشدقون به؟


                          يتبع..

                          </B></I>

                          تعليق


                          • #14
                            الوثيقة المصورة من كتاب الفتوحات المكية لابن عربي


                            [URL=http://www.up-00.com/][/url
                            ]


                            [URL=http://www.up-00.com/][/url
                            ]


                            </B></I>

                            تعليق


                            • #15
                              الوثيقة المصورة من كتاب فصوص الحكم بتعليق الخميني

                              [URL=http://www.up-00.com/][/url]


                              [
                              URL=http://www.up-00.com/][/url] </B></I>

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 27-03-2024, 06:44 PM
                              ردود 0
                              13 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 25-05-2019, 07:10 AM
                              ردود 3
                              272 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              يعمل...
                              X